و لأنت تفري ما خلقت و بعض
القوم يخلق ثملا يفري
القوم يخلق ثملا يفري
القوم يخلق ثملا يفري
و لا يعطي بأيدي الخالقين و لا
أيديالخوالق إلا جيد الأدم
أيديالخوالق إلا جيد الأدم
أيديالخوالق إلا جيد الأدم
إذا عرفت هذا فنقول: اختلف الناس في لفظالْخالِقُ قال أبو عبد اللّه البصري: إنهلا يجوز إطلاقه على اللّه في الحقيقة، لأنالتقدير و التسوية عبارة عن الظن والحسبان و ذلك على اللّه محال، و قالأصحابنا: الخالق، ليس إلا اللّه، و احتجواعليه بقوله تعالى: اللَّهُ خالِقُ كُلِّشَيْءٍ [الرعد: 16] و منهم من احتج بقولههَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِيَرْزُقُكُمْ [فاطر: 3] و هذا ضعيف، لأنهتعالى قال: هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُاللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ[فاطر: 3] فالمعنى هل من خالق غير اللّهموصوف بوصف كونه رازقاً من السماء و لايلزم من صدق قولنا الخالق الذي يكون هذاشأنه، ليس إلا اللّه، صدق قولنا أنه لاخالق إلا اللّه.
و أجابوا عن كلام أبي عبد اللّه بأنالتقدير و التسوية عبارة عن العلم و الظنلكن الظن و إن كان محالًا في حق اللّهتعالى فالعلم ثابت.
إذا عرفت هذا فنقول: أَنِّي أَخْلُقُلَكُمْ مِنَ الطِّينِ معناه: أصور و أقدر وقوله كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فالهيئةالصورة المهيئة من قولهم هيأت الشيء إذاقدرته و قوله فَأَنْفُخُ فِيهِ أي في ذلكالطين المصور
و قوله فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِاللَّهِ ففيه مسائل:
المسألة الأولى:
قرأ نافع فيكون طائراً بالألف علىالواحد، و الباقون طَيْراً على الجمع، وكذلك في المائدة و الطير اسم الجنس يقع علىالواحد و على الجمع.يروى أن عيسى عليه السلام لما ادعىالنبوة، و أظهر المعجزات أخذوا يتعنتونعليه و طالبوه بخلق خفاش، فأخذ طيناً وصوره، ثم نفخ فيه، فإذا هو يطير بين السماءو الأرض، قال وهب: كان يطير ما دام الناسينظرون إليه، فإذا غاب عن أعينهم سقطميتاً، ثم اختلف الناس فقال قوم: إنه لميخلق غير الخفاش، و كانت قراءة نافع عليه.و قال آخرون: إنه خلق أنواعاً من الطير وكانت قراءة الباقين عليه.