المسيح كان كاللقب له، و عيسى كالاسم فلمقدم اللقب على الاسم؟.الجواب: أن المسيح كاللقب الذي يفيد كونهشريفاً رفيع الدرجة، مثل الصديق و الفاروقفذكره اللّه تعالى أولًا بلقبه ليفيد علودرجته، ثم ذكره باسمه الخاص.
السؤال الثالث:
لم قال عيسى ابن مريم و الخطاب مع مريم؟.الجواب: لأن الأنبياء ينسبون إلى الآباءلا إلى الأمهات، فلما نسبه اللّه تعالىإلى الأم دون الأب، كان ذلك إعلاماً لهابأنه محدث بغير الأب، فكان ذلك سبباًلزيادة فضله و علو درجته.
السؤال الرابع:
الضمير في قوله: اسمه عائد إلى الكلمة و هيمؤنثة فلم ذكر الضمير؟.الجواب: لأن المسمى بها مذكر.
السؤال الخامس:
لم قال اسمه المسيح عيسى ابن مريم؟ والاسم ليس إلا عيسى، و أما المسيح فهو لقب،و أما ابن مريم فهو صفة.الجواب: الاسم علامة المسمى و معرف له،فكأنه قيل: الذي يعرف به هو مجموع هذهالثلاثة.أما قوله تعالى: وَجِيهاً فِي الدُّنْياوَ الْآخِرَةِ ففيه مسألتان:
المسألة الأولى:
معنى الوجيه: ذو الجاه و الشرف و القدر،يقال: وجه الرجل، يوجه وجاهة هو وجيه، إذاصارت له منزلة رفيعة عند الناس و السلطان،و قال بعض أهل اللغة: الوجيه: هو الكريم،لأن أشرف أعضاء الإنسان وجهه فجعل الوجهاستعارة عن الكرم و الكمال.و اعلم أن اللّه تعالى وصف موسى صلّى اللهعليه وسلّم بأنه كان وجيهاً قال اللّهتعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسىفَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب: 69]ثم للمفسرين أقوال: الأول: قال الحسن: كانوجيهاً في الدنيا بسبب النبوة، و فيالآخرة بسبب علو المنزلة عند اللّهتعالىو الثاني: أنه وجيه عند اللّهتعالى، و أما عيسى عليه السلام، فهو وجيهفي الدنيا بسبب أنه يستجاب دعاؤه و يحييالموتى و يبرىء الأكمه و الأبرص بسببدعائه، و وجيه في الآخرة بسبب أنه يجعلهشفيع أمته المحقين و يقبل شفاعتهم فيهمكما يقبل شفاعة أكابر الأنبياء عليهمالسلامو الثالث: أنه وجهه في الدنيا بسببأنه كان مبرأ من العيوب التي وصفه اليهودبها، و وجيه في الآخرة بسبب كثرة ثوابه وعلو درجته عند اللّه تعالى.