[سورة آل‏عمران (3): الآيات 98 الى 99] - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المنافع فيه، أما الآتي بالنوع الثانيفإنه لا يأتي به إلا لمجرد الانقياد والطاعة و العبودية، فلأجل هذا المعنىاشتمل الأمر بالحج في هذه الآية على أنواعكثيرة من التوكيدأحدها: قوله وَ لِلَّهِعَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ و المعنىأنه سبحانه لكونه إلهاً ألزم عبيده هذهالطاعة فيجب الانقياد سواء عرفوا وجهالحكمة فيها أو لم يعرفوا و ثانيها: أنهذكر النَّاسِ ثم أبدل منه مَنِ اسْتَطاعَإِلَيْهِ سَبِيلًا و فيه ضربان منالتأكيد، أما أولًا فلأن الإبدال تثنيةللمراد و تكرير، و ذلك يدل على شدةالعناية، و أما ثانياً فلأنه أجمل أولًا وفصل ثانياً و ذلك يدل على شدة الاهتمام‏وثالثها: أنه سبحانه عبّر عن هذا الوجوببعبارتين‏إحداهما: لام الملك في قوله وَلِلَّهِ و ثانيتهما:

كلمة (على) و هي للوجوب في قوله وَ لِلَّهِعَلَى النَّاسِ و رابعها: أن ظاهر اللفظيقتضي إيجابه على كل إنسان يستطيعه، وتعميم التكليف يدل على شدة الاهتمام‏وخامسها: أنه قال وَ مَنْ كَفَرَ مكان، و منلم يحج و هذا تغليظ شديد في حق تارك الحج‏وسادسها: ذكر الاستغناء و ذلك مما يدل علىالمقت و السخط و الخذلان و سابعها: قولهعَنِ الْعالَمِينَ و لم يقل عنه لأنالمستغني عن كل العالمين أولى أن يكونمستغنياً عن ذلك الإنسان الواحد و عنطاعته، فكان ذلك أدل على السخطو ثامنها: أنفي أول الآية قال: وَ لِلَّهِ عَلَىالنَّاسِ فبيّن أن هذا الإيجاب كان لمجردعزة الإلهية و كبرياء الربوبية، لا لجرنفع و لا لدفع ضر، ثم أكد هذا في آخر الآيةبقوله فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِالْعالَمِينَ و مما يدل من الأخبار علىتأكيد الأمر بالحج، قوله عليه الصلاة والسلام: «حجوا قبل أن لا تحجوا فإنه قد هدمالبيت مرتين و يرفع في الثالث» و روي «حجواقبل أن لا تحجوا حجوا قبل أن يمنع البرجانبه» قيل: معناه أنه يتعذر عليكم السفرفي البر في مكة لعدم الأمن أو غيره، و عنابن مسعود «حجوا هذا البيت قبل أن تنبت فيالبادية شجرة لا تأكل منها دابة إلا هلكت».

[سورة آل‏عمران (3): الآيات 98 الى 99]

قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَتَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ اللَّهُشَهِيدٌ عَلى‏ ما تَعْمَلُونَ (98) قُلْ ياأَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْسَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهاعِوَجاً وَ أَنْتُمْ شُهَداءُ وَ مَااللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)

[في قوله تعالى يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَتَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ‏]

إعلم أن في كيفية النظم وجهين‏الأول: و هوالأوفق: أنه تعالى لما أورد الدلائل علىنبوّة محمد عليه الصلاة و السلام مما وردفي التوراة و الإنجيل من البشارة بمقدمه،ثم ذكر عقيب ذلك شبهات القوم.

فالشبهة الأولى: ما يتعلق بإنكار النسخ.

و أجاب عنها بقوله كُلُّ الطَّعامِ كانَحِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ماحَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى‏ نَفْسِهِ [آلعمران: 93].

و الشبهة الثانية: ما يتعلق بالكعبة ووجوب استقبالها في الصلاة و وجوب حجها.

و أجاب عنها بقوله إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍوُضِعَ لِلنَّاسِ [آل عمران: 96] إلى آخرها،فعند هذا تمت وظيفة الاستدلال و كملالجواب عن شبهات أرباب الضلال، فعند ذلكخاطبهم بالكلام اللين وقال: لِمَتَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ بعد ظهورالبينات و زوال الشبهات، و هذا هو الغايةالقصوى في ترتيب الكلام و حسن نظمه.

الوجه الثاني: و هو أنه تعالى لما بينفضائل الكعبة و وجوب الحج، و القوم كانواعالمين بأن هذا هو الدين الحق و الملةالصحيحة قال لهم: لِمَ تَكْفُرُونَبِآياتِ اللَّهِ بعد أن علمتم كونها حقةصحيحة.

/ 175