الصفة الثالثة: من صفات هذا البيت كونههُدىً لِلْعالَمِينَ و فيه مسألتان: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بنور روحه، فتزداد الأنوار الإلهية فيقلبه، و يعظم لمعان الأضواء الروحانية فيسره و هذا بحر عظيم و مقام شريف، و هو ينبهكعلى معنى كونه مباركاً.

و أما إن فسرنا البركة بالدوام فهو أيضاًكذلك لأنه لا تنفك الكعبة من الطائفين والعاكفين و الركع السجود، و أيضاً الأرضكرة، و إذا كان كذلك فكل وقت يمكن أن يفرضفهو صبح لقوم، و ظهر لثان و عصر لثالث، ومغرب لرابع و عشاء لخامس، و متى كان الأمركذلك لم تكن الكعبة منفكة قط عن توجه قومإليها من طرف من أطراف العالم لأداء فرضالصلاة، فكان الدوام حاصلًا من هذه الجهة،و أيضاً بقاء الكعبة على هذه الحالةألوفاً من السنين دوام أيضاً فثبت كونهمباركاً من الوجهين.

الصفة الثالثة: من صفات هذا البيت كونههُدىً لِلْعالَمِينَ و فيه مسألتان:

المسألة الأولى:

قيل: المعنى أنه قبلة للعالمين يهتدون بهإلى جهة صلاتهم، و قيل: هدى للعالمين أيدلالة على وجود الصانع المختار، و صدقمحمد صلّى الله عليه وسلّم في النبوّة بمافيه من الآيات التي ذكرناها و العجائبالتي حكيناها فإن كل ما يدل على النبوة فهوبعينه يدل أولا على وجود الصانع، و جميعصفاته من العلم و القدرة و الحكمة والاستغناء، و قيل: هدىً للعالمين إلىالجنة لأن من أدى الصلوات الواجبة إليهااستوجب الجنة.

المسألة الثانية:

قال الزجاج: المعنى و ذا هدىً للعالمين،قال: و يجوز أن يكون وَ هُدىً في موضع رفععلى معنى و هو هدى.

أما قوله تعالى: فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ‏

ففيه قولان‏الأول: أن المراد ما ذكرناهمن الآيات التي فيه و هي: أمن الخائف، وإنمحاق الجمار على كثرة الرمي، و امتناعالطير من العلو عليه و استشفاء المريض به وتعجيل العقوبة لمن انتهك فيه حرمة، وإهلاك أصحاب الفيل لما قصدوا تخريبه فعلىهذا تفسير الآيات و بيانها غير مذكور.

و قوله مَقامُ إِبْراهِيمَ لا تعلق لهبقوله فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ فكأنه تعالىقال: فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ و مع ذلك فهومقام إبراهيم و مقره و الموضع الذي اختارهو عبد اللّه فيه، لأن كل ذلك من الخلالالتي بها يشرف و يعظم.

القول الثاني: أن تفسير الآيات مذكور، وهو قوله مَقامُ إِبْراهِيمَ أي: هي مقامإبراهيم.

فإن قيل: الآيات جماعة و لا يصح تفسيرهابشي‏ء واحد، أجابوا عنه من وجوه‏الأول:أن مقام إبراهيم بمنزلة آيات كثيرة، لأنما كان معجزة لرسول اللّه صلّى الله عليهوسلّم، فهو دليل على وجود الصانع، و علمهوقدرته و إرادته و حياته، و كونه غنياًمنزّهاً مقدساً عن مشابهة المحدثات فمقامإبراهيم و إن كان شيئاً واحداً إلا أنه لماحصل فيه هذه الوجوه الكثيرة كان بمنزلةالدلائل كقوله إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَأُمَّةً قانِتاً [النحل: 120] الثاني: أنمقام إبراهيم اشتمل على الآيات، لأن أثرالقدم في الصخرة الصماء آية، و غوصه فيهاإلى الكعبين آية، و إلانة بعض الصخرة دونبعض آية، لأنه لان من الصخرة ما تحت قدميهفقط، و إبقاؤه دون سائر آيات الأنبياءعليهم السلام آية خاصة لإبراهيم عليهالسلام و حفظه مع كثرة أعدائه من اليهود والنصارى و المشركين و الملحدين ألوف سنينفثبت أن مقام إبراهيم عليه السلام آياتكثيرةالثالث: قال الزجاج إن قوله وَ مَنْدَخَلَهُ كانَ آمِناً من بقية تفسيرالآيات، كأنه قيل: فيه آيات بينات مقامإبراهيم و أمن من دخله، و لفظ الجمع قديستعمل في الاثنين، قال‏

/ 175