[سورة آل‏عمران (3): الآيات 113 الى 115] - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لأنه تعالى أخرج المسكنة عن الاستثناء وذلك يدل على أنها باقية عليهم غير زائلةعنهم، و الباقي عليهم ليس إلا الجزية، وقال آخرون: المراد بالمسكنة أن اليهودييظهر من نفسه الفقر و إن كان غنياً موسراً،و قال بعضهم: هذا إخبار من اللّه سبحانهبأنه جعل اليهود أرزاقاً للمسلمينفيصيرون مساكين،

ثم إنه تعالى لما ذكر هذه الأنواع منالوعيد قال: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوايَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِحَقٍ‏

و المعنى: أنه تعالى ألصق باليهود ثلاثةأنواع من المكروهات‏أولها: جعل الذلةلازمة لهم‏و ثانيها: جعل غضب اللّه لازماًلهم‏و ثالثها: جعل المسكنة لازمة لهم، ثمبيّن في هذه الآية أن العلة لإلصاق هذهالأشياء المكروهة بهم هي: أنهم كانوايكفرون بآيات اللّه و يقتلون الأنبياءبغير حق، و هنا سؤالات: السؤال الأول: هذهالذلة و المسكنة إنما التصقت باليهود بعدظهور دولة الإسلام، و الذين قتلواالأنبياء بغير حق هم الذين كانوا قبل محمدصلّى الله عليه وسلّم بأدوار و أعصار،فعلى هذا الموضع الذي حصلت فيه العلة و هوقتل الأنبياء لم يحصل فيه المعلول الذي هوالذلة و المسكنة، و الموضع الذي حصل فيههذا المعلول لم تحصل فيه العلة، فكانالإشكال لازماً.

و الجواب عنه: أن هؤلاء المتأخرين و إن كانلم يصدر عنهم قتل الأنبياء عليهم السلاملكنهم كانوا راضين بذلك، فإن أسلافهم همالذين قتلوا الأنبياء و هؤلاء المتأخرونكانوا راضين بفعل أسلافهم، فنسب ذلك الفعلإليهم من حيث كان ذلك الفعل القبيح فعلًالآبائهم و أسلافهم مع أنهم كانوا مصوبينلأسلافهم في تلك الأفعال.

السؤال الثاني: لم كرر قوله ذلِكَ بِماعَصَوْا و ما الحكمة فيه و لا يجوز أن يقالالتكرير للتأكيد، لأن التأكيد يجب أن يكونبشي‏ء أقوى من المؤكد، و العصيان أقلحالًا من الكفر فلم يجز تأكيد الكفربالعصيان؟.

و الجواب: من وجهين‏الأول: أن علة الذلة والغضب و المسكنة هي الكفر و قتل الأنبياء،و علة الكفر و قتل الأنبياء هي المعصية، وذلك لأنهم لما توغلوا في المعاصي و الذنوبفكانت ظلمات المعاصي تتزايد حالًافحالًا، و نور الإيمان يضعف حالًا فحالًا،و لم يزل كذلك إلى أن بطل نور الإيمان وحصلت ظلمة الكفر، و إليه الإشارة بقولهكَلَّا بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ماكانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين: 14]

فقوله ذلِكَ بِما عَصَوْا

إشارة إلى علة العلة و لهذا المعنى قالأرباب المعاملات، من ابتلي بترك الآدابوقع في ترك السنن، و من ابتلي بترك السننوقع في ترك الفريضة، و من ابتلي بتركالفريضة وقع في استحقار الشريعة، و منابتلي بذلك وقع في الكفرالثاني: يحتمل أنيريد بقوله ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوايَكْفُرُونَ من تقدم منهم، و يريد بقولهذلِكَ بِما عَصَوْا من حضر منهم في زمانالرسول صلّى الله عليه وسلّم، و على هذا لايلزم التكرار، فكأنه تعالى بيّن علة عقوبةمن تقدم، ثم بيّن أن من تأخر لما تبع منتقدم كان لأجل معصيته و عداوته مستوجباًلمثل عقوبتهم حتى يظهر للخلق أن ما أنزلهاللّه بالفريقين من البلاء و المحنة ليسإلا من باب العدل و الحكمة.

[سورة آل‏عمران (3): الآيات 113 الى 115]

لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِأُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِاللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَ هُمْيَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِوَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَأْمُرُونَبِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِالْمُنْكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِيالْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَالصَّالِحِينَ (114) وَ ما يَفْعَلُوا مِنْخَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَ اللَّهُعَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)

[في قوله تعالى لَيْسُوا سَواءً مِنْأَهْلِ الْكِتابِ إلى قوله تعالى وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ‏]

/ 175