المسألة الثالثة: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الوجه الثاني: و هو (أن الألف و اللام) فيلفظ بِالْمَعْرُوفِ و لفظ الْمُنْكَرِيفيدان الاستغراق، و هذا يقتضي كونهمآمرين بكل معروف، و ناهين عن كل منكر و متىكانوا كذلك كان إجماعهم حقا و صدقاً لامحالة فكان حجة، و المباحث الكثيرة فيهذكرناها في الأصول.

المسألة الثالثة:

قال الزجاج: قوله كُنْتُمْ خَيْرَأُمَّةٍ ظاهر الخطاب فيه مع أصحاب النبيصلّى الله عليه وسلّم، ولكنه عام في كلالأمة، و نظيره قوله كُتِبَ عَلَيْكُمُالصِّيامُ [البقرة: 183] كُتِبَ عَلَيْكُمُالْقِصاصُ [البقرة: 178] فإن كل ذلك خطاب معالحاضرين بحسب اللفظ، و لكنه عام في حقالكل كذا ههنا.

المسألة الرابعة:

قال القفال رحمه اللّه: أصل الأمة الطائفةالمجتمعة على الشي‏ء الواحد فأمة نبيناصلّى الله عليه وسلّم هم الجماعةالموصوفون بالإيمان به و الإقرار بنبوته،و قد يقال لكل من جمعتهم دعوته أنهم أمتهإلا أن لفظ الأمة إذا أطلقت وحدها وقع علىالأول، ألا ترى أنه إذا قيل أجمعت الأمةعلى كذا فهم منه الأول و قال عليه الصلاة والسلام: «أمتي لا تجتمع على ضلالة» و رويأنه عليه الصلاة و السلام يقول يومالقيامة «أمتي أمتي» فلفظ الأمة في هذهالمواضع و أشباهها يفهم منه المقرونبنبوته، فأما أهل دعوته فإنه إنما يقاللهم: إنهم أمة الدعوة و لا يطلق عليهم إلالفظ الأمة بهذا الشرط.

أما قوله أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ففيهقولان‏الأول: أن المعنى كنتم خير الأممالمخرجة للناس في جميع الأعصار، فقولهأُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ أي أظهرت للناس حتىتميزت و عرفت و فصل بينها و بين غيرهاوالثاني: أن قوله لِلنَّاسِ من تمام قولهكُنْتُمْ و التقدير: كنتم للناس خير أمة، ومنهم من قال: أُخْرِجَتْ صلة، و التقدير:كنتم خير أمة للناس.

ثم قال: تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ.

و اعلم أن هذا كلام مستأنف، و المقصود منهبيان علة تلك الخيرية، كما تقول: زيد كريميطعم الناس و يكسوهم و يقوم بما يصلحهم، وتحقيق الكلام أنه ثبت في أصول الفقه أن ذكرالحكم مقروناً بالوصف المناسب له يدل علىكون ذلك الحكم معللًا بذلك الوصف، فههناحكم تعالى بثبوت وصف الخيرية لهذه الأمة،ثم ذكر عقيبه هذا الحكم و هذه الطاعات،أعني الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والإيمان، فوجب كون تلك الخيرية معللة بهذهالعبادات.

و ههنا سؤالات:

السؤال الأول: من أي وجه يقتضي الأمربالمعروف و النهي عن المنكر و الإيمانباللّه كون هذه الأمة خير الأمم مع أن هذهالصفات الثلاثة كانت حاصلة في سائرالأمم؟.

و الجواب: قال القفال: تفضيلهم على الأممالذين كانوا قبلهم إنما حصل لأجل أنهميأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر بآكدالوجوه و هو القتال لأن الأمر بالمعروف قديكون بالقلب و باللسان و باليد، و أقواهاما يكون بالقتال، لأنه إلقاء النفس في خطرالقتل و أعرف المعروفات الدين الحق والإيمان بالتوحيد و النبوة، و أنكرالمنكرات: الكفر باللّه، فكان الجهاد فيالدين محملًا لأعظم المضار لغرض إيصالالغير إلى أعظم المنافع، و تخليصه من أعظمالمضار، فوجب أن يكون الجهاد أعظمالعبادات، و لما كان أمر الجهاد في شرعناأقوى منه في‏

/ 175