السؤال الأول: إلى ما يرجع الضمير في قولهلِتَحْسَبُوهُ؟. - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إذا عرفت هذا الأصل ففي تأويل الآيةوجوه‏الأول: قال القفال رحمه اللّه قولهيَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ معناه و أنيعمدوا إلى اللفظة فيحرفونها في حركاتالإعراب تحريفاً يتغير به المعنى، و هذاكثير في لسان العرب فلا يبعد مثله فيالعبرانية، فلما فعلوا مثل ذلك في الآياتالدالة على نبوّة محمد عليه الصلاة والسلام من التوراة كان ذلك هو المراد منقوله تعالى: يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ وهذا تأويل في غاية الحسن‏الثاني: نقل عنابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال: إنالنفر الذين لا يكلمهم اللّه يوم القيامةو لا ينظر إليهم كتبوا كتاباً شوشوا فيهنعت محمد صلّى الله عليه وسلّم و خلطوهبالكتاب الذي كان فيه نعت محمد صلّى اللهعليه وسلّم ثم قالوا هذا مِنْ عِنْدِاللَّهِ.

إذا عرفت هذا فنقول: إن لي اللسان تثنيهبالتشدق و التنطع و التكلف و ذلك مذمومفعبّر اللّه تعالى عن قراءتهم لذلك الكتابالباطل بلى اللسان ذماً لهم و عيباً و لميعبر عنها بالقراءة، و العرب تفرق بينألفاظ المدح و الذم في الشي‏ء الواحد،فيقولون في المدح: خطيب مصقع، و في الذم:مكثار ثرثار.

فقوله وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاًيَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِالمراد قراءة ذلك الكتاب الباطل، و هوالذي ذكره اللّه تعالى في قوله فَوَيْلٌلِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَبِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْعِنْدِ اللَّهِ [البقرة: 79] ثم قال: وَ ماهُوَ مِنَ الْكِتابِ أي و ما هو الكتابالحق المنزّل من عند اللّه، بقي ههناسؤالان:

السؤال الأول: إلى ما يرجع الضمير في قولهلِتَحْسَبُوهُ؟.

الجواب: إلى ما دل عليه قوله يَلْوُونَأَلْسِنَتَهُمْ و هو المحرّف.

السؤال الثاني: كيف يمكن إدخال التحريف فيالتوراة مع شهرتها العظيمة بين الناس؟.

الجواب: لعله صدر هذا العمل عن نفر قليل،يجوز عليهم التواطؤ على التحريف، ثم إنهمعرضوا ذلك المحرف على بعض العوام و على هذاالتقدير يكون هذا التحريف ممكنا، و الأصوبعندي في تفسير الآية وجه آخر و هو أنالآيات الدالة على نبوّة محمد صلّى اللهعليه وسلّم كان يحتاج فيها إلى تدقيقالنظر و تأمل القلب، و القوم كانوا يوردونعليها الأسئلة المشوشة و الاعتراضاتالمظلمة فكانت تصير تلك الدلائل مشتبهةعلى السامعين، و اليهود كانوا يقولون:

مراد اللّه من هذه الآيات ما ذكرناه لا ماذكرتم، فكان هذا هو المراد بالتحريف و بليالألسنة و هذا مثل ما أن المحق في زمانناإذا استدل بآية من كتاب اللّه تعالى،فالمبطل يورد عليه الأسئلة و الشبهات ويقول: ليس مراد اللّه ما ذكرت، فكذا في هذهالصورة.

ثم قال تعالى: وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْعِنْدِ اللَّهِ و اعلم أن من الناس من قال:إنه لا فرق بين قوله لِتَحْسَبُوهُ مِنَالْكِتابِ وَ ما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وبين قوله وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِاللَّهِ وَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ[آل عمران: 78] و كرر هذا الكلام بلفظينمختلفين لأجل التأكيد، أما المحققونفقالوا: المغايرة حاصلة، و ذلك لأنه ليس كلما لم يكن في الكتاب لم يكن من عند اللّه،فإن الحكم الشرعي قد ثبت تارة بالكتاب، وتارة بالسنة، و تارة بالإجماع، و تارةبالقياس و الكل من عند اللّه.

فقوله لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ هذا نفي خاص، ثمعطف عليه النفي العام فقال:

وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِوَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ و أيضاًيجوز أن يكون المراد من الكتاب التوراة، ويكون المراد من قولهم: هو من عند اللّه،أنه موجود في كتب سائر الأنبياء عليهمالصلاة و السلام مثل أشعياء، و أرمياء، وحيقوق،

/ 175