المسألة الأولى: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عليه السلام، و كل واحد من الفريقين ادعىأنه أولى به، فقال عليه الصلاة و السلام:كلا الفريقين برى‏ء من دين إبراهيم عليهالسلام، فقالوا: ما نرضى بقضائك و لا نأخذبدينك فنزلت هذه الآية، و يبعد عندي حملهذه الآية على هذا السبب لأن على هذاالتقدير تكون هذه الآية منقطعة عما قبلها،و الاستفهام على سبيل الإنكار يقتضيتعلقها بما قبلها، فالوجه في الآية أن هذاالميثاق لما كان مذكوراً في كتبهم و همكانوا عارفين بذلك فقد كانوا عالمين بصدقمحمد صلّى الله عليه وسلّم في النبوّة فلميبق لكفرهم سبب إلا مجرد العداوة و الحسدفصاروا كإبليس الذي دعاه الحسد إلى الكفر،فأعلمهم اللّه تعالى أنهم متى كانواطالبين ديناً غير دين اللّه، و معبودا سوىاللّه سبحانه، ثم بيّن أن التمرد علىاللّه تعالى و الإعراض عن حكمه مما لا يليقبالعقلاء

فقال: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِيالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً و إليه ترجعون و فيه مسألتان:

المسألة الأولى:

الإسلام، هو الاستسلام و الانقياد والخضوع.

إذا عرفت هذا ففي خضوع كل من في السموات والأرض للّه وجوه‏الأول: و هو الأصح عنديأن كل ما سوى اللّه سبحانه ممكن لذاته و كلممكن لذاته فإنه لا يوجد إلا بإيجاده و لايعدم إلا بإعدامه فإذن كل ما سوى اللّه فهومنقاد خاضع لجلال اللّه في طرفي وجوده وعدمه، و هذا هو نهاية الانقياد و الخضوع،ثم إن في هذا الوجه لطيفة أخرى و هي أن قولهوَ لَهُ أَسْلَمَ يفيد الحصر أي و له أسلمكل من في السموات و الأرض لا لغيره، فهذهالآية تفيد أن واجب الوجود واحد و أن كل ماسواه فإنه لا يوجد إلا بتكوينه و لا يفنىإلا بإفنائه سواء كان عقلًا أو نفساً أوروحاً أو جسماً أو جوهراً أو عرضاً أوفاعلًا أو فعلًا، و نظير هذه الآية فيالدلالة على هذا المعنى قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِوَ الْأَرْضِ [الرعد: 15] و قوله وَ إِنْمِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُبِحَمْدِهِ [الإسراء: 44].

الوجه الثاني: في تفسير هذه الآية أنه لاسبيل لأحد إلى الامتناع عليه في مراده، وإما أن ينزلوا عليه طوعاً أو كرهاً،فالمسلمون الصالحون ينقادون للّه طوعاًفيما يتعلق بالدين، و ينقادون له كرهاًفيما يخالف طباعهم من المرض و الفقر والموت و أشباه ذلك، و أما الكافرون فهمينقادون للّه تعالى على كل حال كرهاًلأنهم لا ينقادون فيما يتعلق بالدين، و فيغير ذلك مستسلمون له سبحانه كرها، لأنه لايمكنهم دفع قضائه و قدره‏الثالث: أسلمالمسلمون طوعاً، و الكافرون عند موتهمكرها لقوله تعالى: فَلَمْ يَكُيَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّارَأَوْا بَأْسَنا [غافر: 85] الرابع: أن كلالخلق منقادون لإلهيته طوعا بدليل قولهتعالى: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْخَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَلَيَقُولُنَّ اللَّهُ [لقمان: 25] و منقادونلتكاليفه و إيجاده للآلام كرهاًالخامس: أنانقياد الكل إنما حصل وقت أخذ الميثاق و هوقوله تعالى: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْبَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‏أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْقالُوا بَلى‏ [الأعراف: 172] [السادس:] قالالحسن: الطوع لأهل السموات خاصة، و أما أهلالأرض فبعضهم بالطوع و بعضهم بالكره، وأقول: إنه سبحانه ذكر في تخليق السموات والأرض هذا و هو قوله فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاًقالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ [فصلت: 11] و فيهأسرار عجيبة.

أما قوله و إليه ترجعون فالمراد أن منخالفه في العاجل فسيكون مرجعه إليه، والمراد إلى حيث لا يملك الضر و النفع سواههذا وعيد عظيم لمن خالف الدين الحق.

المسألة الثانية:

قال الواحدي رحمه اللّه: الطوع الانقياد،يقال: طاعه يطوعه طوعاً إذا انقاد له وخضع، و إذا مضى لأمره فقد أطاعه، و إذاوافقه فقد طاوعه، قال ابن السكيت: يقال طاعله و أطاع، فانتصب طوعاً و كرهاً على‏

/ 175