[سورة آل‏عمران (3): آية 58] - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

على حقيقة اللغة، فصار قوله وَ اللَّهُ لايُحِبُّ الظَّالِمِينَ بمنزلة قوله (لايريد ظلم الظالمين) «1» هكذا قرره القاضي،و عند أصحابنا أن المحبة عبارة عن إرادةإيصال الخير إليه فهو تعالى و إن أراد كفرالكافر إلا أنه لا يريد إيصال الثوابإليه، و هذه المسألة قد ذكرناها مراراً وأطواراً.

[سورة آل‏عمران (3): آية 58]

ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِوَ الذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)

و فيه مسائل:

المسألة الأولى:

ذلِكَ إشارة إلى ما تقدم من نبأ عيسى وزكريا و غيرهما، و هو مبتدأ، خبرهنَتْلُوهُ و مِنَ الْآياتِ خبر بعد خبر أوخبر مبتدأ محذوف، و يجوز أن يكون ذلك بمعنىالذي، و نَتْلُوهُ صلته، و مِنَ الْآياتِالخبر.

المسألة الثانية:

التلاوة و القصص واحد في المعنى، فإن كلامنهما يرجع معناه إلى شي‏ء يذكر بعضه علىإثر بعض، ثم إنه تعالى أضاف التلاوة إلىنفسه في هذه الآية، و في قوله نَتْلُواعَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى‏ [القصص: 3] وأضاف القصص إلى نفسه فقال: نَحْنُ نَقُصُّعَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف: 3] و كلذلك يدل على أنه تعالى جعل تلاوة الملكجارية مجرى تلاوته سبحانه و تعالى، و هذاتشريف عظيم للملك، و إنما حسن ذلك لأنتلاوة جبريل صلّى الله عليه وسلّم لما كانبأمره من غير تفاوت أصلًا أضيف ذلك إليهسبحانه و تعالى.

المسألة الثالثة:

قوله مِنَ الْآياتِ يحتمل أن يكون المرادمنه، أن ذلك من آيات القرآن و يحتمل أنيكون المراد منه أنه من العلامات الدالةعلى ثبوت رسالتك، لأنها أخبار لا يعلمهاإلا قارى‏ء من كتاب أو من يوحى إليه،فظاهر أنك لا تكتب و لا تقرأ، فبقي أن ذلكمن الوحي.

المسألة الرابعة:

وَ الذِّكْرِ الْحَكِيمِ فيهقولان‏الأول: المراد منه القرآن و في وصفالقرآن بكونه ذكراً حكيماً وجوه‏الأول:إنه بمعنى الحاكم مثل القدير و العليم، والقرآن حاكم بمعنى أن الأحكام تستفادمنه‏و الثاني: معناه ذو الحكمة في تأليفهو نظمه و كثرة علومه‏و الثالث: أنه بمعنىالمحكم، فعيل بمعنى مفعل، قال الأزهري: وهو شائع في اللغة، لأن حكمت يجري مجرىأحكمت في المعنى، فرد إلى الأصل، و معنىالمحكم في القرآن أنه أحكم عن تطرق وجوهالخلل إليه قال تعالى: أُحْكِمَتْ آياتُهُ[هود: 1] و الرابع: أن يقال القرآن لكثرةحكمه إنه ينطق بالحكمة، فوصف بكونه حكيماًعلى هذا التأويل.

القول الثاني: أن المراد بالذكر الحكيمههنا غير القرآن، و هو اللوح المحفوظ الذيمنه نقلت جميع الكتب المنزلة على الأنبياءعليهم السلام، أخبر أنه تعالى أنزل هذاالقصص مما كتب هنالك، و اللّه أعلمبالصواب.

[سورة آل‏عمران (3): آية 59]

إِنَّ مَثَلَ عِيسى‏ عِنْدَ اللَّهِكَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)

أجمع المفسرون على أن هذه الآية نزلت عندحضور و فد نجران على الرسول صلّى الله عليهوسلّم، و كان من جملة شبههم أن قالوا: يامحمد، لما سلمت أنه لا أب له من البشر وجبأن يكون أبوه هو اللّه تعالى، فقال: إن آدمما كان له أب و لا أم و لم يلزم أن يكونابناً للّه تعالى، فكذا القول في عيسىعليه السلام، هذا حاصل الكلام، و أيضاًإذا جاز أن‏



(1) ليست هذه آية إنما المثبت في المصحف وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ[غافر: 31].


/ 175