[في قوله تعالى إِذْ قالَتِ امْرَأَتُعِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مافِي بَطْنِي مُحَرَّراً]و فيه مسائل:
المسألة الأولى:
في موضع إِذْ من الإعراب أقوالالأول:قال أبو عبيدة: إنها زائدة لغواً، والمعنى: قالت امرأة عمران، و لا موضع لهامن الإعراب، قال الزجاج: لم يصنع أبو عبيدةفي هذا شيئاً، لأنه لا يجوز إلغاء حرف منكتاب اللّه تعالى، و لا يجوز حذف حرف منكتاب اللّه تعالى من غير ضرورةو الثاني:قال الأخفش و المبرد: التقدير اذكر إِذْقالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ و مثله في كتاباللّه تعالى كثيرالثالث: قال الزجاج،التقدير: و اصطفى آل عمران على العالمين إذقالت امرأة عمران، و طعن ابن الأنباري فيهو قال: إن اللّه تعالى قرن اصطفاء آل عمرانباصطفاء آدم و نوح، و لما كان اصطفاؤهتعالى آدم و نوحاً قبل قول امرأة عمراناستحال أن يقال: إن هذا الاصطفاء مقيد بذلكالوقت الذي قالت امرأة عمران هذا الكلامفيه و يمكن أن يجاب عنه بأن أثر اصطفاء كلواحد إنما ظهر عند وجوده، و ظهور طاعاته،فجاز أن يقال: إن اللّه اصطفى آدم عندوجوده، و نوحاً عند وجوده، و آل عمرانعندما قالت امرأة عمران هذاالكلامالرابع: قال بعضهم: هذا متعلق بماقبله، و التقدير: و اللّه سميع عليم إذاقالت امرأة عمران هذا القول.فإن قيل: إن اللّه سميع عليم قبل أن قالتالمرأة هذا القول، فما معنى هذا التقييد؟قلنا: إن سمعه تعالى لذلك الكلام مقيدبوجود ذلك الكلام و علمه تعالى بأنها تذكرذلك مقيد بذكرها لذلك و التغير في العلم والسمع إنما يقع في النسب و المتعلقات.
المسألة الثانية:
أن زكريا بن أذن، و عمران بن ماثان، كانافي عصر واحد، و امرأة عمران حنة بنت فاقوذ،و قد تزوج زكريا بابنته إيشاع أخت مريم، وكان يحيى و عيسى عليهما السلام ابني خالة،ثم في كيفية هذا النذر روايات: الروايةالأولى: قال عكرمة. إنها كانت عاقراً لاتلد، و كانت تغبط النساء بالأولاد، ثمقالت: اللّهم إن لك علي نذراً إن رزقتنيولداً أن أتصدق به على بيت المقدس ليكون منسدنته.