اتفقت الأمم على أن باني هذا البيت هوالخليل عليه السلام، و باني بيت المقدسسليمان عليه السلام، و لا شك أن الخليلأعظم درجة و أكثر منقبة من سليمان عليهالسلام فمن هذا الوجه يجب أن تكون الكعبةأشرف من بيت المقدس.و اعلم أن اللّه تعالى أمر الخليل عليهالسلام بعمارة هذا البيت، فقال: وَ إِذْبَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَالْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاًوَ طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ[الحج: 26] و المبلغ لهذا التكليف هو جبريلعليه السلام، فلهذا قيل: ليس في العالمبناء أشرف من الكعبة، فالآمر هو الملكالجليل و المهندس هو جبريل، و الباني هوالخليل، و التلميذ إسماعيل عليهم السلام.
الفضيلة الثانية:
مَقامُ إِبْراهِيمَ و هو الحجر الذي وضعإبراهيم قدمه عليه فجعل اللّه ما تحت قدمإبراهيم عليه السلام من ذلك الحجر دونسائر أجزائه كالطين حتى غاص فيه قدمإبراهيم عليه السلام، و هذا مما لا يقدرعليه إلا اللّه و لا يظهره إلا علىالأنبياء، ثم لما رفع إبراهيم قدمه عنهخلق فيه الصلابة الحجرية مرة أخرى، ثم إنهتعالى أبقى ذلك الحجر على سبيل الاستمرارو الدوام فهذه أنواع من الآيات العجيبة والمعجزات الباهرة أظهرها اللّه سبحانه فيذلك الحجر.