المسألة الأولى: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اعلم أنه تعالى لما حذر المؤمنين من إضلالالكفار و من تلبيساتهم في الآية الأولىأمر المؤمنين في هذه الآيات بمجامعالطاعات، و معاقد الخيرات، فأمرهم‏أولًا:بتقوى اللّه و هو قوله اتَّقُوا اللَّهَ وثانياً: بالاعتصام بحبل اللّه، و هو قولهوَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ وثالثاً: بذكر نعم اللّه و هو قوله وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ والسبب في هذا الترتيب أن فعل الإنسان لا بدو أن يكون معللًا، إما بالرهبة و إمابالرغبة، و الرهبة مقدمة على الرغبة، لأندفع الضرر مقدم على جلب النفع، فقولهاتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ إشارةإلى التخويف من عقاب اللّه تعالى، ثم جعلهسبباً للأمر بالتمسك بدين اللّه والاعتصام بحبل اللّه، ثم أردفه بالرغبة، وهي قوله وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِعَلَيْكُمْ فكأنه قال: خوف عقاب اللّهيوجب ذلك، و كثرة نعم اللّه توجب ذلك فلمتبق جهة من الجهات الموجبة للفعل إلا و هيحاصلة في وجوب انقيادكم لأمر اللّه و وجوبطاعتكم لحكم اللّه، فظهر بما ذكرناه أنالأمور الثلاثة المذكورة في هذه الآيةمرتبة على أحسن الوجوه، و لنرجع إلىالتفسير:

أما قوله تعالى: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّتُقاتِهِ ففيه مسائل:

المسألة الأولى:

قال بعضهم هذه الآية منسوخة و ذلك لمايروى عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال:لما نزلت هذه الآية شق ذلك على المسلمينلأن حق تقاته: أن يطاع فلا يعصى طرفة عين، وأن يشكر فلا يكفر، و أن يذكر فلا ينسى، والعباد لا طاقة لهم بذلك، فأنزل اللّهتعالى بعد هذه فَاتَّقُوا اللَّهَ مَااسْتَطَعْتُمْ و نسخت هذه الآية أولها ولم ينسخ آخرها و هو قوله وَ لا تَمُوتُنَّإِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ و زعمجمهور المحققين أن القول بهذا النسخ باطلو احتجوا عليه من وجوه‏الأول: ما روي عنمعاذ أنه عليه السلام قال له: «هل تدري ماحق اللّه على العباد؟ قال اللّه و رسولهأعلم، قال: هو أن يعبدوه و لا يشركوا بهشيئاً» و هذا لا يجوز أن ينسخ‏الثاني: أنمعنى قوله اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّتُقاتِهِ أي كما يحق أن يتقى، و ذلك بأنيجتنب جميع معاصيه، و مثل هذا لا يجوز أنينسخ لأنه إباحة لبعض المعاصي، و إذا كانكذلك صار معنى هذا و معنى قوله تعالى:فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16] واحداً لأن من اتقى اللّه مااستطاع فقد اتقاه حق تقاته، و لا يجوز أنيكون المراد بقوله حَقَّ تُقاتِهِ ما لايستطاع من التقوى، لأن اللّه سبحانه أخبرأنه لا يكلف نفساً إلا وسعها و الوسع دونالطاقة و نظير هذه الآية قوله وَ جاهِدُوافِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ [الحج: 78].

فإن قيل: أليس أنه تعالى قال: وَ ماقَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ[الأنعام: 91].

قلنا: سنبين في تفسير هذه الآية أنها جاءتفي القرآن في ثلاثة مواضع كلها في صفةالكفار لا في صفة المسلمين أما الذينقالوا: إن المراد هو أن يطاع فلا يعصى فهذاصحيح و الذي يصدر عن الإنسان على سبيلالسهو و النسيان فغير قادح فيه لأنالتكليف مرفوع في هذه الأوقات، و كذلكقوله: أن يشكر فلا يكفر، لأن ذلك واجب عليهعند خطور نعم اللّه بالبال، فأما عندالسهو فلا يجب، و كذلك قوله: أن يذكر فلاينسى، فإن هذا إنما يجب عند الدعاء والعبادة و كل ذلك مما لا يطاق، فلا وجه لماظنوه أنه منسوخ.

قال المصنف رضي اللّه تعالى عنه، أقول:للأولين أن يقرروا قولهم من وجهين‏الأول:أن كنه الإلهية غير معلوم للخلق، فلا يكونكمال قهره و قدرته و عزته معلوماً للخلق، وإذا لم يحصل العلم بذلك لم يحصل الخوفاللائق بذلك فلم يحصل الاتقاء اللائقبه‏الثاني: أنهم أمروا بالاتقاء المغلظوالمخفف معاً فنسخ المغلظ و بقي المخفف، وقيل: إن هذا باطل، لأن الواجب عليه أن يتقيما أمكن و النسخ إنما يدخل في الواجبات لافي النفي،

/ 175