قرأ حمزة و الكسائي و حفص عن عاصم حِجُّالْبَيْتِ بكسر الحاء و الباقون بفتحها،قيل الفتح لغة الحجاز، و الكسر لغة نجد وهما واحد في المعنى، و قيل هما جائزانمطلقاً في اللغة، مثل رطل و رطل، و بزر وبزر، و قيل المكسورة اسم للعمل و المفتوحةمصدر، و قال سيبويه: يجوز أن تكون المكسورةأيضاً مصدراً، كالذكر و العلم.
المسألة الثانية:
في قوله مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِسَبِيلًا وجوهالأول: قال الزجاج: موضع(من) خفض على البدل من (الناس) و المعنى: وللّه على من استطاع من الناس حجالبيتالثاني: قال الفرّاء إن نويتالاستئناف بمن كانت شرطاً و أسقط الجزاءلدلالة ما قبله عليه، و التقدير من استطاعإلى الحج سبيلًا فللّه عليه حج البيتالثالث: قال ابن الأنباري: يجوز أن يكون(من) في موضع رفع على معنى الترجمة للناس،كأنه قيل: من الناس الذين عليهم للّه حجالبيت؟ فقيل هم من استطاع إليه سبيلًا.
المسألة الثالثة:
اتفق الأكثرون على أن الزاد و الراحلةشرطان لحصول الاستطاعة، روى جماعة منالصحابة عن النبي صلّى الله عليه وسلّمأنه فسّر استطاعة السبيل إلى الحج بوجودالزاد و الراحلة، و روى القفال عن جويبر عنالضحاك أنه قال: إذا كان شابا صحيحاً ليسله مال فعليه أن يؤاجر نفسه حتى يقضي حجهفقال له قائل: أكلف اللّه الناس أن يمشواإلى البيت؟ فقال: لو كان لبعضهم ميراث بمكةأكان يتركه؟ قال: لا بل ينطلق إليه و لو