المسألة الثالثة: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اتَّقِ اللَّهَ [الأحزاب: 1] فهذا لا يدلعلى أنه ما كان يتقي اللّه، ثم قال: وَ لاتُطِعِ الْكافِرِينَ و هذا لا يدل على أنهأطاعهم، و الفائدة في هذا المنع أنه لماحصل ما يوجب الغم الشديد، و الغضب العظيم،و هو مثلة عمه حمزة، و قتل المسلمين، والظاهر أن الغضب يحمل الإنسان على ما لاينبغي من القول و الفعل، فلأجل أن لا تؤديمشاهدة تلك المكاره إلى ما لا يليق منالقول و الفعل نص اللّه تعالى على المنعتقوية لعصمته و تأكيداً لطهارته‏والثاني: لعله عليه الصلاة و السلام إن فعللكنه كان ذلك من باب ترك الأفضل و الأولى،فلا جرم أرشده اللّه إلى اختيار الأفضل والأولى، و نظيره قوله تعالى: وَ إِنْعاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ماعُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْلَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ وَ اصْبِرْوَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل:126، 127] كأنه تعالى قال: إن كنت تعاقب ذلكالظالم فاكتف بالمثل، ثم قال ثانياً: و إنتركته كان ذلك أولى، ثم أمره أمراً جازمابتركه، فقال: وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَإِلَّا بِاللَّهِ.

الوجه الثالث: في الجواب: لعلّه صلّى اللهعليه وسلّم لما مال قلبه إلى اللعن عليهماستأذن ربه فيه، فنص اللّه تعالى علىالمنع منه، و على هذا التقدير لا يدل هذاالنهي على القدح في العصمة.

المسألة الثالثة:

قوله لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِشَيْ‏ءٌ فيه قولان‏الأول: أن معناه ليسلك من قصة هذه الواقعة و من شأن هذهالحادثة شي‏ء و على هذا فنقل عن المفسرينعبارات‏أحدهما: ليس لك من مصالح عباديشي‏ء إلا ما أوحي إليك‏و ثانيها: ليس لكمن مسألة إهلاكهم شي‏ء، لأنه تعالى أعلمبالمصالح فربما تاب عليهم‏و ثالثها: ليسلك في أن يتوب اللّه عليهم، و لا في أنيعذبهم شي‏ء.

و القول الثاني: أن المراد هو الأمر الذييضاد النهي، و المعنى: ليس لك من أمر خلقيشي‏ء إلا إذا كان على وفق أمري، و هو كقولهأَلا لَهُ الْحُكْمُ [الأنعام: 62] و قولهلِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْبَعْدُ [الروم: 4] و على القولين فالمقصودمن الآية منعه صلّى الله عليه وسلّم من كلفعل و قول إلا ما كان بإذنه و أمره و هذا هوالإرشاد إلى أكمل درجات العبودية، ثماختلفوا في أن المنع من اللعن لأي معنىكان؟ منهم من قال الحكمة فيه أنه تعالىربما علم من حال بعض الكفار أنه يتوب، أوإن لم يتب لكنه علم أنه سيولد منه ولد يكونمسلماً براً تقياً، و كل من كان كذلك، فإناللائق برحمة اللّه تعالى أن يمهله فيالدنيا و أن يصرف عنه الآفات إلى أن يتوبأو إلى أن يحصل ذلك الولد فإذا حصل دعاءالرسول عليهم بالإهلاك، فإن قبلت دعوتهفات هذا المقصود، و إن لم تقبل دعوته كانذلك كالاستخفاف بالرسول صلّى الله عليهوسلّم، فلأجل هذا المعنى منعه اللّه تعالىمن اللعن و أمره بأن يفوض الكل إلى علماللّه تعالى، و منهم من قال: المقصود منهإظهار عجز العبودية و أن لا يخوض العبد فيأسرار اللّه تعالى في ملكه و ملكوته، هذاهو الأحسن عندي و الأوفق لمعرفة الأصولالدالة على حقيقة الربوبية و العبودية.

المسألة الرابعة:

ذكر الفرّاء و الزجاج و غيرهما في هذهالآية قولين‏أحدهما: أن قوله أَوْيَتُوبَ عَلَيْهِمْ عطف على ما قبله، والتقدير: ليقطع طرفاً من الذين كفروا، أويكبتهم، أو يتوب عليهم، أو يعذبهم، و يكونقوله لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌكالكلام الأجنبي الواقع بين المعطوف والمعطوف عليه، كما تقول: ضربت زيداً،فاعلم ذلك عمراً، فعلى هذا القول هذهالآية متصلة بما قبلها.

و القول الثاني: أن معنى أَوْ ههنا معنىحتى، أو إلا أن كقولك: لألزمنك أو تعطينيحقي و المعنى: إلا أن‏

/ 175