المسألة الثالثة: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بمعنى استبشر بنعم اللّه و فضله، و على ضدذلك إذا رأى الكافر أعماله القبيحة محصاةاسود وجهه بمعنى شدة الحزن و الغم و هذاقول أبي مسلم الأصفهاني.

و القول الثاني: إن هذا البياض و السواديحصلان في وجوه المؤمنين و الكافرين، وذلك لأن اللفظ حقيقة فيهما، و لا دليل يوجبترك الحقيقة، فوجب المصير إليه، قلت: ولأبي مسلم أن يقول: الدليل دل على ماقلناه، و ذلك لأنه تعالى قال: وُجُوهٌيَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌمُسْتَبْشِرَةٌ وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍعَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌفجعل الغبرة و القترة في مقابلة الضحك والاستبشار، فلو لم يكن المراد بالغبرة والقترة ما ذكرنا من المجاز لما صح جعلهمقابلًا، فعلمنا أن المراد من هذه الغبرةو القترة الغم و الحزن حتى يصح هذاالتقابل، ثم قال القائلون بهذا القول:الحكمة في ذلك أن أهل الموقف إذا رأواالبياض في وجه إنسان عرفوا أنه من أهلالثواب فزادوا في تعظيمه فيحصل له الفرحبذلك من وجهين‏أحدهما: أن السعيد يفرح بأنيعلم قومه أنه من أهل السعادة، قال تعالىمخبراً عنهم يا لَيْتَ قَوْمِييَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ [يس: 26، 27]الثاني: أنهم إذا عرفوا ذلك خصوه بمزيدالتعظيم فثبت أن ظهور البياض في وجهالمكلف سبب لمزيد سروره في الآخرة و بهذاالطريق يكون ظهور السواد في وجه الكفارسببا لمزيد غمهم في الآخرة، فهذا وجهالحكمة في الآخرة، و أما في الدنيافالمكلف حين يكون في الدنيا إذا عرف حصولهذه الحالة في الآخرة صار ذلك مرغباً له فيالطاعات و ترك المحرمات لكي يكون فيالآخرة من قبيل من يبيض وجهه لا من قبيل منيسود وجهه، فهذا تقرير هذين القولين.

المسألة الثالثة:

احتج أصحابنا بهذه الآية على أن المكلفإما مؤمن و إما كافر، و أنه ليس ههنا منزلةبين المنزلتين كما يذهب إليه المعتزلة،فقالوا: إنه تعالى قسم أهل القيامة إلىقسمين منهم من يبيض وجهه و هم المؤمنون، ومنهم من يسود وجهه و هم الكافرون و لم يذكرالثالث، فلو كان ههنا قسم ثالث لذكرهاللّه تعالى قالوا و هذا أيضاً متأكدبقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍمُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌتَرْهَقُها قَتَرَةٌ أُولئِكَ هُمُالْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ [عبس: 38- 42].

أجاب القاضي عنه بأن عدم ذكر القسم الثالثلا يدل على عدمه، يبين ذلك أنه تعالى إنماقال: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فذكرهما على سبيلالتنكير، و ذلك لا يفيد العموم، و أيضاًالمذكور في الآية المؤمنون و الذين كفروابعد الإيمان و لا شبهة أن الكافر الأصلي منأهل النار مع أنه غير داخل تحت هذينالقسمين، فكذا القول في الفساق.

و اعلم أن وجه الاستدلال بالآية هو أنانقول: الآيات المتقدمة ما كانت إلا فيالترغيب في الإيمان بالتوحيد و النبوّة وفي الزجر عن الكفر بهما ثم إنه تعالى اتبعذلك بهذه الآية فظاهرها يقتضي أن يكونابيضاض الوجه نصيباً لمن آمن بالتوحيد والنبوّة، و اسوداد الوجه يكون نصيبا لمنأنكر ذلك، ثم دل ما بعد هذه الآية على أنصاحب البياض من أهل الجنة، و صاحب السوادمن أهل النار، فحينئذ يلزم نفي المنزلةبين المنزلتين، و أما قوله يشكل هذابالكافر الأصلي فجوابنا عنه منوجهين‏الأول: أن نقول لم لا يجوز أن يكونالمراد منه أن كل أحد أسلم وقت استخراجالذرية من صلب آدم؟ و إذا كان كذلك كانالكل داخلًا فيه‏و الثاني: و هو أنه تعالىقال في آخر الآية فَذُوقُوا الْعَذابَبِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ فجعل موجبالعذاب هو الكفر من حيث إنه كفر لا الكفر

/ 175