الفائدة في إخبار اللّه تعالى عن تواضعهمعلى هذه الحيلة من وجوهالأول: أن هذهالحيلة كانت مخفية فيما بينهم، و ماأطلعوا عليها أحداً من الأجانب، فلما أخبرالرسول عنها كان ذلك إخباراً عن الغيب،فيكون معجزاًالثاني: أنه تعالى لما أطلعالمؤمنين على تواطئهم على هذه الحيلة لميحصل لهذه الحيلة أثر في قلوب المؤمنين، ولو لا هذا الإعلان لكان ربما أثرت هذهالحيلة في قلب بعض من كان في إيمانهضعفالثالث: أن القوم لما افتضحوا في هذهالحيلة صار ذلك رادعاً لهم عن الإقدام علىأمثالها من الحيل و التلبيس.
المسألة الثالثة:
وجه النهار هو أوله، و الوجه في اللغة هومستقبل كل شيء، لأنه أول ما يواجه منه،كما يقال لأول الثوب وجه الثوب، روى ثعلبعن ابن الأعرابي: أتيته بوجه نهار و صدرنهار، و شباب نهار، أي أول النهار، و أنشدالربيع بن زياد فقال: