المسألة الثالثة: - مفاتیح الشرائع جلد 8

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ترى أن الإنسان يحرم امرأته على نفسهبالطلاق، و يحرم جاريته بالعتق، فكذلكجائز أن يقول تعالى إن حرمت شيئاً على نفسكفأنا أيضاً أحرمه عليك‏الثاني: أنه عليهالصلاة و السلام ربما اجتهد فأدى اجتهادهإلى التحريم، فقال بحرمته و إنما قلنا: إنالاجتهاد جائز من الأنبياء لوجوه‏الأول:قوله تعالى: فَاعْتَبِرُوا يا أُولِيالْأَبْصارِ [الحشر: 2] و لا شك أن الأنبياءعليهم الصلاة و السلام رؤساء أوليالأبصارو الثاني: قال: لَعَلِمَهُالَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ[النساء: 83] مدح المستنبطين و الأنبياءأولى بهذا المدح‏و الثالث: قال تعالىلمحمد عليه الصلاة و السلام عَفَا اللَّهُعَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ [التوبة: 43]فلو كان ذلك الإذن بالنص، لم يقل: لم أذنت،فدل على أنه كان بالاجتهادالرابع: أنه لاطاعة إلا و للأنبياء عليهم الصلاة والسلام فيها أعظم نصيب و لا شك أن استنباطأحكام اللّه تعالى بطريق الاجتهاد طاعةعظيمة شاقة، فوجب أن يكون للأنبياء عليهمالصلاة و السلام فيها نصيب لا سيما ومعارفهم أكثر و عقولهم أنور و أذهانهمأصفى و توفيق اللّه و تسديده معهم أكثر، ثمإذا حكموا بحكم بسبب الاجتهاد يحرم علىالأمة مخالفتهم في ذلك الحكم كما أنالإجماع إذا انعقد على الاجتهاد فإنه يحرممخالفته و الأظهر الأقوى أن إسرائيل صلواتاللّه عليه إنما حرم ذلك على نفسه بسببالاجتهاد إذ لو كان ذلك بالنص لقال إلا ماحرّم اللّه على إسرائيل فلما أضاف التحريمإلى إسرائيل دل هذا على أن ذلك كانبالاجتهاد و هو كما يقال: الشافعي يحلل لهمالخيل و أبو حنيفة يحرمه بمعنى أن اجتهادهأدى إليه فكذا ههنا.

الثالث: يحتمل أن التحريم في شرعه كالنذرفي شرعنا، فكما يجب علينا الوفاء بالنذركان يجب في شرعه الوفاء بالتحريم.

و اعلم أن هذا لو كان فإنه كان مختصاًبشرعه أما في شرعنا فهو غير ثابت قالتعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَتُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ[التحريم: 1] الرابع: قال الأصم: لعل نفسهكانت مائلة إلى أكل تلك الأنواع فامتنع منأكلها قهراً للنفس و طلباً لمرضاة اللّهتعالى، كما يفعله كثير من الزهاد فعبر منذلك الامتناع بالتحريم‏الخامس: قال قوممن المتكلمين أنه يجوز من اللّه تعالى أنيقول لعبده: احكم فإنك لا تحكم إلا بالصوابفلعل هذه الواقعة كانت من هذا الباب، وللمتكلمين في هذه المسألة منازعات كثيرةذكرناها في أصول الفقه.

المسألة الثالثة:

ظاهر هذه الآية يدل على أن الذي حرمهإسرائيل على نفسه فقد حرمه اللّه على بنيإسرائيل، و ذلك لأنه تعالى قال: كُلُّالطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِيإِسْرائِيلَ فحكم بحل كل أنواع المطعوماتلبني إسرائيل، ثم استثنى عنه ما حرمهإسرائيل على نفسه، فوجب بحكم الاستثناء أنيكون ذلك حراماً على بني إسرائيل و اللّهأعلم.

أما قوله تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْتُنَزَّلَ التَّوْراةُ

فالمعنى أن قبل نزول التوراة كان حلًالبني إسرائيل كل أنواع المطعومات سوى ماحرّمه إسرائيل على نفسه، أما بعد التوراةفلم يبق كذلك بل حرم اللّه تعالى عليهمأنواعاً كثيرة، روي أن بني إسرائيل كانواإذا أتوا بذنب عظيم حرم اللّه عليهم نوعاًمن أنواع الطعام، أو سلّط عليهم شيئاًلهلاك أو مضرة، دليله قوله تعالى:فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُواحَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍأُحِلَّتْ لَهُمْ [النساء: 160].

ثم قال تعالى: قُلْ فَأْتُوابِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْصادِقِينَ‏

و هذا يدل على أن القوم نازعوا رسول اللّهصلّى الله عليه وسلّم، إما لأنهم ادعوا أنتحريم هذه الأشياء كان موجوداً من لدن آدمعليه السلام إلى هذا الزمان، فكذبهم رسولاللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك، و إمالأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم ادعى كونهذه المطعومات مباحة في الزمان القديم، وأنها إنها حرمت بسبب أن إسرائيل حرمها علىنفسه، فنازعوه في ذلك، فطلب الرسول عليهالسلام إحضار التوراة ليستخرج منهاالمسلمون‏

/ 175