المسألة الخامسة: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِاللَّهِ و خامسها: أنه تعالى أسمعها كلامالملائكة شفاها، و لم يتفق ذلك لأنثىغيرها، فهذا هو المراد من الاصطفاء الأول،و أما التطهير ففيه وجوه‏أحدها: أنه تعالىطهرها عن الكفر والمعصية، فهو كقوله تعالىفي أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب: 33] وثانيها: أنه تعالى طهرها عن مسيس الرجال‏وثالثها: طهرها عن الحيض، قالوا: كانت مريملا تحيض‏و رابعها: و طهرك من الأفعالالذميمة، و العادات القبيحةو خامسها: وطهرك عن مقالة اليهود و تهمتهم و كذبهم.

و أما الاصطفاء الثاني: فالمراد أنه تعالىوهب لها عيسى عليه السلام من غير أب، وانطق عيسى حال انفصاله منها حتى شهد بمايدل على براءتها عن التهمة، و جعلها وابنها آية للعالمين، فهذا هو المراد منهذه الألفاظ الثلاثة.

المسألة الخامسة:

روي أنه عليه الصلاة و السلام قال: «حسبكمن نساء العالمين أربع: مريم و آسية امرأةفرعون، و خديجة، و فاطمة عليهن السلام»فقيل هذا الحديث دل على أن هؤلاء الأربعأفضل من النساء، و هذه الآي دلت على أنمريم عليها السلام أفضل من الكل، و قول منقال المراد إنها مصطفاة على عالمي زمانها،فهذا ترك الظاهر.

ثم قال تعالى: يا مَرْيَمُ اقْنُتِيلِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي‏

و قد تقدم تفسير القنوت في سورة البقرة فيقوله تعالى:

وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ [البقرة: 238]و بالجملة فلما بيّن تعالى أنها مخصوصةبمزيد المواهب و العطايا من اللّه أوجبعليها مزيد الطاعات، شكراً لتلك النعمالسنية، و في الآية سؤالات:

السؤال الأول: لم قدم ذكر السجود على ذكرالركوع؟.

و الجواب‏من وجوه‏الأول: أن الواو تفيدالاشتراك و لا تفيد الترتيب‏الثاني: أنغاية قرب العبد من اللّه أن يكون ساجداًقال عليه الصلاة و السلام: «أقرب ما يكونالعبد من ربه إذا سجد» فلما كان السجودمختصاً بهذا النوع من الرتبة و الفضيلة لاجرم قدمه على سائر الطاعات.

ثم قال: وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ‏

و هو إشارة إلى الأمر بالصلاة، فكأنهتعالى يأمرها بالمواظبة على السجود فيأكثر الأوقات، و أما الصلاة فإنها تأتيبها في أوقاتها المعينة لهاو الثالث: قالابن الأنباري: قوله تعالى: اقْنُتِي أمربالعبادة على العموم، ثم قال بعد ذلكاسْجُدِي وَ ارْكَعِي يعني استعمليالسجود في وقته اللائق به، و استعمليالركوع في وقته اللائق به، و ليس المراد أنيجمع بينهما، ثم يقدم السجود على الركوع واللّه أعلم‏الرابع: أن الصلاة تسمىسجوداً كما قيل في قوله وَ أَدْبارَالسُّجُودِ [ق: 40] و في الحديث «إذا دخلأحدكم المسجد فليسجد سجدتين» و أيضاًالمسجد سمي باسم مشتق من السجود و المرادمنه موضع الصلاة، و أيضاً أشرف أجزاءالصلاة السجود و تسمية الشي‏ء باسم أشرفأجزائه نوع مشهور في المجاز.

إذا ثبت هذا فنقول قوله يا مَرْيَمُاقْنُتِي معناه: يا مريم قومي، و قوله وَاسْجُدِي أي صلي فكان المراد من هذاالسجود الصلاة، ثم قال: وَ ارْكَعِي مَعَالرَّاكِعِينَ إما أن يكون أمراً لهابالصلاة بالجماعة فيكون قوله وَ اسْجُدِيأمراً بالصلاة حال الانفراد، و قوله وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ أمراًبالصلاة في الجماعة، أو يكون المراد منالركوع التواضع و يكون قوله وَ اسْجُدِيأمراً ظاهراً بالصلاة، و قوله وَ ارْكَعِيمَعَ الرَّاكِعِينَ‏

/ 175