المسألة الرابعة: - مفاتیح الشرائع جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 8

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

له تأخر، و كان نزوله في جانب الوادي، وجعل ظهره و عسكره إلى أحد و أمر عبد اللّهبن جبير على الرماة، و قال: ادفعوا عنابالنبل حتى لا يأتونا من ورائنا، و قالعليه الصلاة و السلام لأصحابه: اثبتوا فيهذا المقام، فإذا عاينوكم ولوكم الأدبار،فلا تطلبوا المدبرين و لا تخرجوا من هذاالمقام، ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام لما خالف رأي عبد اللّه بن أبي شقعليه ذلك، و قال: أطاع الولدان و عصاني، ثمقال لأصحابه: إن محمداً إنما يظفر بعدوهبكم، و قد وعد أصحابه أن أعداءهم إذاعاينوهم انهزموا، فإذا رأيتم أعداءهمفانهزموا فيتبعوكم، فيصير الأمر على خلافما قاله محمد عليه السلام، فلما التقىالفريقان انهزم عبد اللّه بالمنافقين، وكان جملة عسكر المسلمين ألفاً، فانهزم عبداللّه بن أبي مع ثلثمائة، فبقيت سبعمائة،ثم قواهم اللّه مع ذلك حتى هزمواالمشركين، فلما رأى المؤمنون انهزامالقوم، و كان اللّه تعالى بشرهم بذلك،طمعوا أن تكون هذه الواقعة كواقعة بدر،فطلبوا المدبرين و تركوا ذلك الموضع، وخالفوا أمر الرسول صلّى الله عليه وسلّمبعد أن أراهم ما يحبون، فأراد اللّه تعالىأن يفطمهم عن هذا الفعل لئلا يقدموا علىمخالفة الرسول عليه السلام و ليعلموا أنظفرهم إنما حصل يوم بدو ببركة طاعتهم للّهو لرسوله، و متى تركهم اللّه مع عدوهم لميقوموا لهم فنزع اللّه الرعب من قلوبالمشركين، فكثر عليهم المشركون و تفرقالعسكر عن رسول اللّه صلّى الله عليهوسلّم، كما قال تعالى: إِذْ تُصْعِدُونَوَ لا تَلْوُونَ عَلى‏ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ[آل عمران: 153] و شج وجه الرسول صلّى اللهعليه وسلّم و كسرت رباعيته و شلت يد طلحةدونه، و لم يبق معه إلا أبو بكر و علي والعباس و سعد، و وقعت الصيحة في العسكر أنمحمداً قد قتل، و كان رجل يكنى أبا سفيانمن الأنصار نادى الأنصار و قال: هذا رسولاللّه، فرجع إليه المهاجرون و الأنصار، وكان قتل منهم سبعون و كثر فيهم الجراح،فقال صلّى الله عليه وسلّم: «رحم اللّهرجلًا ذب عن إخوانه» و شد على المشركين بمنمعه حتى كشفهم عن القتلى والجرحى و اللّهأعلم.

و المقصود من القصة أن الكفار كانوا ثلاثةآلاف و المسلمون كانوا ألفاً و أقل، ثم رجععبد اللّه بن أبي مع ثلثمائة من أصحابهفبقي الرسول صلّى الله عليه وسلّم معسبعمائة، فأعانهم اللّه حتى هزمواالكفار، ثم لما خالفوا أمر الرسول واشتغلوا بطلب الغنائم انقلب الأمر عليهم وانهزموا و وقع ما وقع، و كل ذلك يؤكد قولهتعالى: وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوالا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً [آلعمران: 120] و أن المقبل من أعانه اللّه، والمدبر من خذله اللّه.

المسألة الرابعة:

يقال: بوأته منزلًا و بوأت له منزلًا أيأنزلته فيه، و المباءة و الباءة المنزل وقوله مَقاعِدَ لِلْقِتالِ أي مواطن ومواضع، و قد اتسعوا في استعمال المقعد والمقام بمعنى المكان، و منه قوله تعالى:فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ [القمر: 55] و قال:قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ[النمل: 39] أي من مجلسك و موضع حكمك و إنماعبر عن الأمكنة ههنا بالمقاعدلوجهين‏الأول: و هو أنه عليه السلام أمرهمأن يثبتوا في مقاعدهم لا ينتقلوا عنها، والقاعد في مكان لا ينتقل عنه فسمى تلكالأمكنة بالمقاعد، تنبيهاً على أنهممأمورون بأن يثبتوا فيها و لا ينتقلواعنها ألبتةو الثاني: أن المقاتلين قديقعدون في الأمكنة المعينة إلى أن يلاقيهمالعدو فيقوموا عند الحاجة إلى المحاربةفسميت تلك الأمكنة بالمقاعد لهذا الوجه.

المسألة الخامسة:

قوله وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَتُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَلِلْقِتالِ يروى أنه عليه السلام غدا منمنزل عائشة رضي اللّه عنها فمشى على رجليهإلى أحد، و هذا قول مجاهد و الواقدي، فدلهذا النص على أن عائشة رضي اللّه عنها كانتأهلًا للنبي صلّى الله عليه وسلّم و قالتعالى: الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ [النور: 26]فدل هذا النص‏

/ 175