مفاتیح الشرائع

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

جلد 17 -صفحه : 173/ 42
نمايش فراداده

عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، لأنهممتى سمعوا أن اللَّه تعالى قد يجيب دعاءهمو ينزل عليهم عذاب الاستئصال، ثم سمعوا مناليهود و النصارى أن ذلك قد وقع مراراكثيرة صار ذلك رادعا لهم و زاجرا عن ذكرذلك الكلام، فهذا وجه حسن مقبول في كيفيةالنظم.

المسألة الثانية: قال صاحب «الكشاف» لماظرف لأهلكنا،

و الواو في قوله: وَ جاءَتْهُمْ للحال، أيظلموا بالتكذيب و قد جاءتهم رسلهمبالدلائل و الشواهد على صدقهم و هيالمعجزات، و قوله: وَ ما كانُوالِيُؤْمِنُوا يجوز أن يكون عطفا علىظلموا، و أن يكون اعتراضا، و اللام لتأكيدالنفي، و أن اللَّه قد علم منهم أنهم يصرونعلى الكفر و هذا يدل على أنه تعالى إنماأهلكهم لأجل تكذيبهم الرسل، فكذلك يجزى كلمجرم، و هو وعيد لأهل مكة على تكذيبهم رسولاللَّه، و قرى‏ء يجزي بالياء و قوله:ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ الخطابللذين بعث إليهم محمد عليه الصلاة والسلام، أي استخلفناكم في الأرض بعدالقرون التي أهلكناهم، لننظر كيف تعملون،خيرا أو شرا، فنعاملكم على حسب عملكم.

بقي في الآية سؤالان:

السؤال الأول:

كيف جاز النظر إلى اللَّهتعالى و فيه معنى المقابلة؟

و الجواب:

أنه استعير لفظ النظر للعلمالحقيقي الذي لا يتطرق الشك إليه، و شبههذا العلم بنظر الناظر و عيان المعاين.

السؤال الثاني:

قوله: ثُمَّ جَعَلْناكُمْخَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْلِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ مشعر بأناللَّه تعالى ما كان عالما بأحوالهم قبلوجودهم.

و الجواب: المراد منه أنه تعالى يعاملالعباد معاملة من يطلب العلم بما يكونمنهم، ليجازيهم بحسبه كقوله:لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُعَمَلًا [هود: 7] و قد مر نظائر هذا. و قالرسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّم: «إنالدنيا خضرة حلوة و إن اللَّه مستخلفكمفيها فناظر كيف تعملون» و قال قتادة: صدقاللَّه ربنا ما جعلنا خلفاء إلا لينظر إلىأعمالنا، فأروا اللَّه من أعمالكم خيرا،بالليل و النهار.

المسألة الثالثة: قال الزجاج: موضع كَيْفَنصب بقوله: تَعْمَلُونَ‏

لأنها حرف لاستفهام و الاستفهام لا يعملفيه ما قبله، و لو قلت: لننظر خيرا تعملونأم شرا، كان العامل في خير و شر تعملون.

[سورة يونس (10): آية 15]

وَ إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُنابَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَلِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذاأَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْأُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْأَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى‏ إِلَيَّإِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّيعَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)

فيه مسائل:

المسألة الأولى: اعلم أن هذا الكلام هوالنوع الثالث من شبهاتهم و كلماتهم التيذكروها في الطعن في نبوة النبي صلّى اللهعليه وسلّم،

حكاها اللَّه تعالى في كتابه و أجاب عنها.

واعلم أن من و قف على هذا الترتيب الذينذكره، علم أن القرآن مرتب على أحسنالوجوه.

المسألة الثانية: روي عن ابن عباس رضياللَّه عنهما: أن خمسة من الكفار كانوايستهزئون بالرسول عليه الصلاة و السلام وبالقرآن‏

الوليد بن المغيرة المخزومي، و العاص بن وائل السهمي، و الأسود بن المطلب،