المسألة الثامنة: في قوله تعالى: كَذلِكَزُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوايَعْمَلُونَ أبحاث: - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الإنسان جبل على الضعف و العجز و قلةالصبر، و جبل أيضا على الغرور و البطر والنسيان و التمرد و العتو، فإذا نزل بهالبلاء حمله ضعفه و عجزه على كثرة الدعاء والتضرع، و إظهار الخضوع و الانقياد، و إذازال البلاء و وقع في الراحة استولى عليهالنسيان فنسي إحسان اللَّه تعالى إليه، ووقع في البغي و الطغيان و الجحود و الكفرانفهذه الأحوال من نتائج طبيعته و لوازمخلقته، و بالجملة فهؤلاء المساكينمعذورون و لا عذر لهم.

المسألة الثامنة: في قوله تعالى: كَذلِكَزُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوايَعْمَلُونَ أبحاث:

البحث الأول:

أن هذا المزين هو اللَّهتعالى أو النفس أو الشيطان، فرع على مسألةالجبر و القدر

و هو معلوم.

البحث الثاني:

في بيان السبب الذي لأجلهسمى اللَّه سبحانه الكافر مسرفا.

و فيه وجوه:

الوجه الأول: قال أبو بكر الأصم: الكافرمسرف في نفسه و في ماله و مضيع لهما، أما فيالنفس فلأنه جعلها عبدا للوثن، و أما فيالمال فلأنهم كانوا يضيعون أموالهم فيالبحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام.

الوجه الثاني: قال القاضي: إن من كانتعادته أن يكون عند نزول البلاء كثيرالتضرع و الدعاء، و عند زوال البلاء و نزولالآلاء معرضا عن ذكر اللَّه متغافلا عنهغير مشتغل بشكره، كان مسرفا في أمر دينهمتجاوزا للحد في الغفلة عنه، و لا شبهة فيأن المرء كما يكون مسرفا في الإنفاق فكذلكيكون مسرفا فيما يتركه من واجب أو يقدمعليه من قبيح، إذا تجاوز الحد فيه.

الوجه الثالث: و هو الذي خطر بالبال في هذاالوقت، أن المسرف هو الذي ينفق المالالكثير لأجل الغرض الخسيس، و معلوم أنلذات الدنيا و طيباتها خسيسة جدا فيمقابلة سعادات الدار الآخرة. و اللَّهتعالى أعطاه الحواس و العقل و الفهم والقدرة لاكتساب تلك السعادات العظيمة،فمن بذل هذه الآلات الشريفة لأجل أن يفوزبهذه السعادات الجسمانية الخسيسة، كان قدأنفق أشياء عظيمة كثيرة، لأجل أن يفوزبأشياء حقيرة خسيسة، فوجب أن يكون منالمسرفين.

البحث الثالث:

الكاف في قوله تعالى:كَذلِكَ للتشبيه‏

و المعنى: كما زين لهذا الكافر هذا العملالقبيح المنكر زين للمسرفين ما كانوايعملون من الإعراض عن الذكر و متابعةالشهوات.

[سورة يونس (10): الآيات 13 الى 14]

وَ لَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْقَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِوَ ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذلِكَنَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِيالْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَكَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)

في الآية مسائل:

المسألة الأولى: في بيان كيفية النظم.

اعلم أنه تعالى لما حكى عنهم أنهم كانوايقولون: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَالْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْعَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ [الأنفال: 32] ثمإنه أجاب عنه بأن ذكر أنه لا صلاح في إجابةدعائهم، ثم بين أنهم كاذبون في هذا الطلبلأنه لو نزلت بهم آفة أخذوا في التضرع إلىاللَّه تعالى في إزالتها و الكشف لها، بينفي هذه الآية ما يجري مجرى التهديد، و هوأنه تعالى قد ينزل بهم عذاب الاستئصال و لايزيله عنهم، و الغرض منه أن يكون ذلك رادعالهم عن قولهم إن كان هذا هو الحق من‏

/ 173