[سورة يونس (10): آية 4] - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و الحكمة و العلم و الإحاطة التدبير، وأنه سبحانه مبدع جميع الممكنات، و إليهتنتهي الحاجات.

و أما قوله تعالى: ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّامِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ففيه قولان:

القول الأول:

و هو المشهور أن المراد منهأن تدبيره للأشياء و صنعه لها، لا يكونبشفاعة شفيع و تدبير مدبر

و لا يستجرى‏ء أحد أن يشفع إليه في شي‏ءإلا بعد إذنه، لأنه تعالى أعلم بموضعالحكمة و الصواب، فلا يجوز لهم أن يسألوهما لا يعلمون أنه صواب و صلاح.

فإن قيل: كيف يليق ذكر الشفيع بصفة مبدئيةالخلق، و إنما يليق ذكره بأحوال القيامة؟و الجواب من وجوه:

الوجه الأول:

ما ذكره الزجاج: و هو أنالكفار الذين كانوا مخاطبين بهذه الآيةكانوا يقولون: إن الأصنام شفعاؤنا عنداللّه، فالمراد منه الرد عليهم في هذاالقول و هو كقوله تعالى: يَوْمَ يَقُومُالرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لايَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُالرَّحْمنُ [النبأ: 38].

و الوجه الثاني:

و هو يمكن أن يقال إنهتعالى لما بين كونه إلها للعالم مستقلابالتصرف فيه من غير شريك و لا منازع، بينأمر المبدأ بقوله: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ وبين حال المعاد بقوله: ما مِنْ شَفِيعٍإِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ و الوجهالثالث: يمكن أيضا أن يقال إنه تعالى وضعتدبير الأمور في أول خلق العالم على أحسنالوجوه و أقربها من رعاية المصالح، مع أنهما كان هناك شفيع يشفع في طلب تحصيلالمصالح، فدل هذا على أن إله العالم ناظرلعباده محسن إليهم مريد للخير و الرأفةبهم، و لا حاجة في كونه سبحانه كذلك إلىحضور شفيع يشفع فيه.

و القول الثاني:

في تفسير هذا الشفيع ماذكره أبو مسلم الأصفهاني،

فقال: الشفيع ههنا هو الثاني، و هو مأخوذمن الشفع الذي يخالف الوتر، كما يقالالزوج و الفرد، فمعنى الآية خلق السموات والأرض وحده و لا حي معه و لا شريك يعينه، ثمخلق الملائكة و الجن و البشر، و هو المرادمن قوله: إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ أيلم يحدث أحد و لم يدخل في الوجود، إلا منبعد أن قال له: كن، حتى كان و حصل.

و اعلم أنه تعالى لما بين هذه الدلائل وشرح هذه الأحوال، ختمها بعد ذلك بقوله:ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُمبينا بذلك أن العبادة لا تصلح إلا له، ومنبها على أنه سبحانه هو المستحق لجميعالعبادات لأجل أنه هو المنعم بجميع النعمالتي ذكرها و وصفها.

ثم قال بعده: أَ فَلا تَذَكَّرُونَ‏

دالا بذلك على وجوب التفكر في تلك الدلائلالقاهرة الباهرة، و ذلك يدل على أن التفكرفي مخلوقات اللّه تعالى و الاستدلال بهاعلى جلالته و عزته و عظمته، أعلى المراتب وأكمل الدرجات.

[سورة يونس (10): آية 4]

إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَاللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُاالْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَ الَّذِينَكَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ(4)

/ 173