المسألة الثالثة: في قوله: فُصِّلَتْوجوه: - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فقد حصل الإحكام. و ثالثها: أن ألفاظ هذهالآيات بلغت في الفصاحة و الجزالة إلى حيثلا تقبل المعارضة، و هذا أيضا مشعر بالقوةو الإحكام. و رابعها: أن العلوم الدينيةإما نظرية و إما عملية أما النظرية فهيمعرفة الإله تعالى و معرفة الملائكة والكتب و الرسل و اليوم الآخر، و هذا الكتابمشتمل على شرائف هذه العلوم و لطائفها، وأما العملية فهي إما أن تكون عبارة عنتهذيب الأعمال الظاهرة و هو الفقه، أو عنتهذيب الأحوال الباطنة و هي علمى التصفيةو رياضة النفس، و لا نجد كتابا في العالميساوي هذا الكتاب في هذه المطالب، فثبت أنهذا الكتاب مشتمل على أشرف المطالبالروحانية و أعلى المباحث الإلهية، فكانكتابا محكما غير قابل للنقض و الهدم. وتمام الكلام في تفسير المحكم ذكرناه فيتفسير قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَعَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌمُحْكَماتٌ [آل عمران: 7].

المسألة الثالثة: في قوله: فُصِّلَتْوجوه:

أحدها: أن هذا الكتاب فصل كما تفصلالدلائل بالفوائد الروحانية، و هي دلائلالتوحيد و النبوة و الأحكام و المواعظ والقصص. و الثاني: أنها جعلت فصولا سورةسورة، و آية آية. الثالث: فُصِّلَتْ بمعنىأنها فرقت في التنزيل و ما نزلت جملة واحدة، و نظيره قوله تعالى:

فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَ الْقُمَّلَ وَ الضَّفادِعَوَ الدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ [الأعراف:133] و المعنى مجي‏ء هذه الآيات متفرقةمتعاقبة. الرابع: فصل ما يحتاج إليه العبادأي جعلت مبينة ملخصة. الخامس: جعلت فصولاحلالا و حراما، و أمثالا و ترغيبا، وترهيبا و مواعظ، و أمرا و نهيا لكل معنىفيها فصل، قد أفرد به غير مختلط بغيره حتىتستكمل فوائد كل و احد منها، و يحصل الوقوفعلى كل باب و احد منها على الوجه الأكمل.

المسألة الرابعة: معنى ثُمَّ في قوله:ثُمَّ فُصِّلَتْ ليس للتراخي في الوقت،

لكن في الحال كما تقول: هي محكمة أحسنالإحكام، ثم مفصلة أحسن التفصيل، و كماتقول: فلان كريم الأصل ثم كريم الفعل.

المسألة الخامسة: قال صاحب «الكشاف»:قرى‏ء أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّفُصِّلَتْ‏

أي أحكمتها أنا ثم فصلتها، و عن عكرمة والضحاك ثُمَّ فُصِّلَتْ أي فرقت بين الحقو الباطل.

المسألة السادسة: احتج الجبائي بهذهالآية على أن القرآن محدث مخلوق من ثلاثةأوجه:

الأول: قال المحكم: هو الذي أتقنه فاعله، ولو لا أن اللَّه تعالى يحدث هذا القرآن وإلا لم يصح ذلك لأن الإحكام لا يكون إلا فيالأفعال، و لا يجوز أن يقال: كان موجوداغير محكم ثم جعله اللَّه محكما، لأن هذايقتضي في بعضه الذي جعله محكما أن يكونمحدثا، و لم يقل أحد بأن القرآن بعضه قديمو بعضه محدث. الثاني: أن قوله:

ثُمَّ فُصِّلَتْ يدل على أنه حصل فيهانفصال و افتراق، و يدل على أن ذلكالانفصال و الافتراق إنما حصل بجعل جاعل،و تكوين مكون، و ذلك أيضا يدل على المطلوب.الثالث: قوله: مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍخَبِيرٍ و المراد من عنده، و القديم لايجوز أن يقال: إنه حصل من عند قديم آخر،لأنهما لو كانا قديمين لم يكن القول بأنأحدهما حصل من عند الآخر أولى من العكس.

أجاب أصحابنا بأن هذه النعوت عائدة إلىهذه الحروف و الأصوات و نحن معترفون بأنهامحدثة مخلوقة، و إنما الذي ندعي قدمه أمرآخر سوى هذه الحروف و الأصوات.

/ 173