[سورة يونس (10): آية 19] - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ما علم اللَّه هذا مني، و مقصوده أنه ماحصل ذلك قط، و قرى‏ء أ تنبئون بالتخفيفأما قوله: سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّايُشْرِكُونَ فالمقصود تنزيه اللَّه تعالىنفسه عن ذلك الشرك، قرأ حمزة و الكسائيتشركون بالتاء، و مثله في أول النحل فيموضعين، و في الروم كلها بالتاء علىالخطاب، قال صاحب «الكشاف» «ما» موصولة أومصدرية أي عن الشركاء الذين يشركونهم بهأو عن إشراكهم، قال الواحدي: من قرأ بالتاءفلقوله: أَ تُنَبِّئُونَ اللَّهَ و من قرأبالياء فكأنه قيل للنبي صلّى الله عليهوسلّم قل أنت سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏عَمَّا يُشْرِكُونَ و يجوز أن يكون اللَّهسبحانه هو الذي نزه نفسه عما قالوه فقال:سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّايُشْرِكُونَ.

[سورة يونس (10): آية 19]

وَ ما كانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةًواحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَ لَوْ لاكَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَبَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)

اعلم أنه تعالى لما أقام الدلالة القاهرةعلى فساد القول بعبادة الأصنام، بين السببفي كيفية حدوث هذا المذهب الفاسد، والمقالة الباطلة، فقال: وَ ما كانَالنَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً و اعلمأن ظاهر قوله: وَ ما كانَ النَّاسُ إِلَّاأُمَّةً واحِدَةً لا يدل على أنهم أمةواحدة فيماذا؟ و فيه ثلاثة أقوال:

القول الأول:

أنهم كانوا جميعا على الدينالحق، و هو دين الإسلام، و احتجوا عليهبأمور: الأول: أن المقصود من هذه الآياتبيان كون الكفر باطلا، و تزييف طريق عبادةالأصنام، و تقرير أن الإسلام هو الدينالفاضل، فوجب أن يكون المراد من قوله: كانَالنَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً هو أنهم كانواأمة واحدة، إما في الإسلام و إما في الكفر،و لا يجوز أن يقال إنهم كانوا أمة واحدة فيالكفر. فبقي أنهم كانوا أمة و احدة فيالإسلام، إنما قلنا إنه لايجوز أن يقالإنهم كانوا أمة واحدة في الكفر لوجوه:الأول: قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذا جِئْنامِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ [النساء: 41]و شهيد اللَّه لا بد و أن يكون مؤمنا عدلا.فثبت أنه ما خلت أمة من الأمم إلا و فيهممؤمن. الثاني: أن الأحاديث وردت بأن الأرضلا تخلو عمن يعبد اللَّه تعالى، و عن أقوامبهم يمطر أهل الأرض و بهم يرزقون. الثالث:أنه لما كانت الحكمة الأصلية في الخلق هوالعبودية، فيبعد خلو أهل الأرض بالكلية عنهذا المقصود. روي عن النبي صلّى الله عليهوسلّم أنه قال: «إن اللَّه تعالى نظر إلىأهل الأرض فمقتهم عربهم و عجمهم إلا بقيةمن أهل الكتاب» و هذا يدل على قوم تمسكوابالإيمان قبل مجي‏ء الرسول عليه الصلاة والسلام، فكيف يقال إنهم كانوا أمة واحدةفي الكفر؟ و إذا ثبت أن الناس كانوا أمةواحدة إما في الكفر و إما في الإيمان، وأنهم ما كانوا أمة واحدة في الكفر، ثبتأنهم كانوا أمة واحدة في الإيمان، ثماختلف القائلون بهذا القول أنهم متى كانواكذلك؟ فقال ابن عباس و مجاهد كانوا على دينالإسلام في عهد آدم و في عهد ولده، واختلفوا عند قتل أحد ابنيه الابن الثاني،و قال قوم: إنهم بقوا على دين الإسلام إلىزمن نوح، و كانوا عشرة قرون. ثم اختلفواعلى عهد نوح. فبعث اللَّه تعالى إليهمنوحا. و قال آخرون: كانوا على دين الإسلامفي زمن نوح بعد الغرق، إلى أن ظهر الكفرفيهم. و قال آخرون: كانوا على دين الإسلاممن عهد إبراهيم عليه السلام إلى أن غيرهعمرو بن لحي، و هذا القائل قال: المراد منالناس في قوله تعالى: وَ ما كانَ النَّاسُإِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فاختلفوا العربخاصة.

إذا عرفت تفصيل هذا القول فنقول: إنهتعالى لما بين فيما قبل فساد القول بعبادةالأصنام بالدليل الذي‏

/ 173