[سورة يونس (10): آية 30] - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تعالى لما خاطب العابدين و المعبودينبقوله: مَكانَكُمْ صاروا شركاء في هذاالخطاب.

البحث الثاني:

اختلفوا في المراد بهؤلاءالشركاء

فقال بعضهم: هم الملائكة، و استشهدوابقوله تعالى:

يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّيَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَ هؤُلاءِإِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ [سبأ: 40] ومنهم من قال: بل هي الأصنام، و الدليل عليه:أن هذا الخطاب مشتمل على التهديد والوعيد، و ذلك لا يليق بالملائكةالمقربين، ثم اختلفوا في أن هذه الأصنامكيف ذكرت هذا الكلام فقال بعضهم: إن اللَّهتعالى يخلق الحياة و العقل و النطق فيها،فلا جرم قدرت على ذكر هذا الكلام. و قالآخرون إنه تعالى يخلق فيها الكلام من غيرأن يخلق فيها الحياة حتى يسمع منها ذلكالكلام، و هو ضعيف، لأن ظاهر قوله: وَ قالَشُرَكاؤُهُمْ يقتضي أن يكون فاعل ذلكالقول هم الشركاء.

فإن قيل: إذا أحياهم اللَّه تعالى فهليبقيهم أو يفنيهم؟

قلنا: الكل محتمل و لا اعتراض على اللَّهفي شي‏ء من أفعاله، و أحوال القيامة غيرمعلومة، إلا القليل الذي أخبر اللَّهتعالى عنه في القرآن.

و القول الثالث: إن المراد بهؤلاءالشركاء، كل من عبد من دون اللَّه تعالى،من صنم و شمس و قمر و أنسي و جني و ملك.

البحث الثالث:

هذا الخطاب لا شك أنه تهديدفي حق العابدين،

فهل يكون تهديدا في حق المعبودين.

أما المعتزلة: فإنهم قطعوا بأن ذلك لايجوز قالوا: لأنه لا ذنب للمعبود، و من لاذنب له، فإنه يقبح من اللَّه تعالى أن يوجهالتخويف و التهديد و الوعيد إليه. و أماأصحابنا، فإنهم قالوا إنه تعالى لا يسئلعما يفعل.

البحث الرابع:

أن الشركاء قالوا: ماكُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ و همكانوا قد عبدوهم،

فكان هذا كذبا، و قد ذكرنا في سورةالأنعام اختلاف الناس في أن أهل القيامةهل يكذبون أم لا، و قد تقدمت هذه المسألةعلى الاستقصاء، و الذي نذكره ههنا، أنمنهم من قال: إن المراد من قولهم ماكُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ هو أنكمما عبدتمونا بأمرنا و إرادتنا؟ قالوا: والدليل على أن المراد ما ذكرناه وجهان:الأول: أنهم استشهدوا باللَّه في ذلك حيثقالوا: فَكَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداًبَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ و الثاني: أنهمقالوا: إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْلَغافِلِينَ فأثبتوا لهم عبادة، إلا أنهمزعموا أنهم كانوا غافلين عن تلك العبادة،و قد صدقوا في ذلك، لأن من أعظم أسبابالغفلة كونها جمادات لا حس لها بشي‏ء و لاشعور ألبتة. و من الناس من أجرى الآية علىظاهرها و قالوا: إن الشركاء أخبروا أنالكفار ما عبدوها، ثم ذكروا فيه وجوها:الأول: أن ذلك الموقف موقف الدهشة والحيرة، فذلك الكذب يكون جاريا مجرى كذبالصبيان، و مجرى كذب المجانين والمدهوشين. و الثاني: أنهم ما أقاموالأعمال الكفار وزنا و جعلوها لبطلانهاكالعدم، و لهذا المعنى قالوا: إنهم ماعبدونا. و الثالث: أنهم تخيلوا في الأصنامالتي عبدوها صفات كثيرة، فهم في الحقيقةإنما عبدوا ذوات موصوفة بتلك الصفات، ولما كانت ذواتها خالية عن تلك الصفات، فهمما عبدوها و إنما عبدوا أمورا تخيلوها و لاوجود لها في الأعيان، و تلك الصفات التيتخيلوها في أصنامهم أنها تضر و تنفع و تشفععند اللَّه بغير إذنه.

[سورة يونس (10): آية 30]

هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ماأَسْلَفَتْ وَ رُدُّوا إِلَى اللَّهِمَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَ ضَلَّ عَنْهُمْما كانُوا يَفْتَرُونَ (30)

/ 173