المسألة الثانية: الهمزة في قوله: أَ كانَلإنكار التعجب
و لأجل التعجيب من هذا التعجب و أَنْأَوْحَيْنا اسم كان و عجبا خبره، و قرأ ابنعباس عجب فجعله اسما و هو نكرة و أَنْأَوْحَيْنا خبره و هو معرفة كقوله: يكونمزاجها عسل و ماء و الأجود أن تكون «كان»تامة، و أن أوحينا، بدلا من عجب.
المسألة الثالثة: أنه تعالى قال: أَ كانَلِلنَّاسِ عَجَباً و لم يقل أ كان عندالناس عجبا،
و الفرق أن قوله:أَ كانَ لِلنَّاسِ عَجَباً معناه أنهمجعلوه لأنفسهم أعجوبة يتعجبون منها ونصبوه و عينوه لتوجيه الطيرة و الاستهزاءو التعجب إليه! و ليس في قوله: «أكان عندالناس عجبا» هذا المعنى.
المسألة الرابعة: (أن) مع الفعل في قولنا:أَنْ أَوْحَيْنا في تقدير المصدر
و هو اسم كان و خبره، هو قوله: عَجَباً وإنما تقدم الخبر على المبتدأ ههنا لأنهميقدمون الأهم، و المقصود بالإنكار في هذهالآية إنما هو تعجبهم، و أما (أن) في قوله:أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ فمفسرة لأنالإيحاء فيه معنى القول، و يجوز أن تكونمخففة من الثقيلة، و أصله أنه أنذر الناسعلى معنى أن الشأن قولنا أنذر الناس.
المسألة الخامسة: أنه تعالى لما بين أنهأوحى إلى رسوله، بين بعده تفصيل ما أوحىإليه و هو الإنذار و التبشير.