[سورة هود (11): آية 44] - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

[سورة هود (11): آية 44]

وَ قِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ ياسَماءُ أَقْلِعِي وَ غِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَ اسْتَوَتْ عَلَىالْجُودِيِّ وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِالظَّالِمِينَ (44)

اعلم أن المقصود من هذا الكلام وصف آخرلواقعة الطوفان، فكان التقدير أنه لماانتهى أمر الطوفان قيل كذا و كذا يا أَرْضُابْلَعِي ماءَكِ يقال بلع الماء يبلعهبلعا إذا شربه و ابتلع الطعام ابتلاعا إذالم يمضغه، و قال أهل اللغة: الفصيح بلعبكسر اللام يبلع بفتحها وَ يا سَماءُأَقْلِعِي يقال أقلع الرجل عن عمله إذا كفعنه، و أقلعت السماء بعد ما مطرت إذا أمسكتوَ غِيضَ الْماءُ يقال غاض الماء يغيضغيضا و مغاضا إذا نقص و غضته أنا و هذا منباب فعل الشي‏ء و فعلته أنا و مثله جبرالعظم و جبرته و فغر الفم و فغرته، و دلعاللسان و دلعته، و نقص الشي‏ء و نقصته،فقوله: وَ غِيضَ الْماءُ أي نقص و ما بقيمنه شي‏ء.

و اعلم أن هذه الآية مشتملة على ألفاظكثيرة كل و احد منها دال على عظمة اللَّهتعالى و علو كبريائه:

فأولها: قوله: وَ قِيلَ و ذلك لأن هذا يدلعلى أنه سبحانه في الجلال و العلو والعظمة، بحيث أنه متى قيل قيل لم ينصرفالعقل إلا إليه و لم يتوجه الفكر إلا إلىأن ذلك القائل هو هو و هذا تنبيه من هذاالوجه، على أنه تقرر في العقول أنه لا حاكمفي العالمين و لا متصرف في العالم العلوي والعالم السفلي إلا هو. و ثانيها: قوله:

يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُأَقْلِعِي فإن الحس يدل على عظمة هذهالأجسام و شدتها و قوتها فإذا شعر العقلبوجود موجود قاهر لهذه الأجسام مستولعليها متصرف فيها كيف شاء و أراد، صار ذلكسببا لوقوف القوة العقلية على كمال جلالاللَّه تعالى و علو قهره، و كمال قدرته ومشيئته. و ثالثها: أن السماء و الأرض منالجمادات فقوله: يا أَرْضُ و يا سَماءُمشعر بحسب الظاهر، على أن أمره و تكليفهنافذ في الجمادات فعند هذا يحكم الوهمبأنه لما كان الأمر كذلك فلأن يكون أمرهنافذا على العقلاء كان أولى و ليس مراديمنه أنه تعالى يأمر الجمادات فإن ذلك باطلبل المراد أن توجيه صيغة الأمر بحسبالظاهر على هذه الجمادات القوية الشديدةيقرر في الوهم نوع عظمته و جلاله تقريراكاملا.

و أما قوله: وَ قُضِيَ الْأَمْرُ فالمرادأن الذي قضى به و قدره في الأزل قضاء جزماحتما فقد وقع تنبيها على أن كل ما قضىاللَّه تعالى فهو واقع في وقته و أنه لادافع لقضائه و لا مانع من نفاذ حكمه فيأرضه و سمائه.

فإن قيل: كيف يليق بحكمة اللَّه تعالى أنيغرق الأطفال بسبب جرم الكفار؟

قلنا: الجواب عنه من وجهين: الأول: أنكثيرا من المفسرين يقولون إن اللَّه تعالىأعقم أرحام نسائهم قبل الغرق بأربعين سنةفلم يغرق إلا من بلغ سنه إلى الأربعين.

و لقائل أن يقول: لو كان الأمر على ماذكرتم، لكان ذلك آية عجيبة قاهرة. و يبعدمع ظهورها استمرارهم على الكفر، و أيضافهب أنكم ذكرتم ما ذكرتم فما قولكم فيإهلاك الطير و الوحش مع أنه لا تكليف عليهاألبتة.

و الجواب الثاني: و هو الحق أنه لا اعتراضعلى اللَّه تعالى في أفعاله لا يُسْئَلُعَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ[الأنبياء: 23] و أما المعتزلة فهم يقولونإنه تعالى أغرق الأطفال و الحيوانات، وذلك يجري مجرى إذنه تعالى في ذبح هذهالبهائم و في استعمالها في الأعمال الشاقةالشديدة.

/ 173