[سورة هود (11): الآيات 42 الى 43] - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عن الحول و القوة و قطع النظر عن الأسباب واستغراق القلب في نور جلال مسبب الأسباب.

و اعلم أن الإنسان إذا تفكر في طلب معرفةاللَّه تعالى بالدليل و الحجة فكأنه جلسفي سفينة التفكر و التدبر، و أمواجالظلمات و الضلالات قد علت تلك الجبال وارتفعت إلى مصاعد القلال، فإذا ابتدأتسفينة الفكرة و الروية بالحركة وجب أنيكون هناك اعتماده على اللَّه تعالى وتضرعه إلى اللَّه تعالى و أن يكون بلسانالقلب و نظر العقل. يقول: بسم اللَّهمجريها و مرساها حتى تصل سفينة فكره إلىساحل النجاة و تتخلص عن أمواج الضلالات.

و أما قوله: إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌرَحِيمٌ‏

ففيه سؤال و هو أن ذلك الوقت وقت الإهلاك وإظهار القهر فكيف يليق به هذا الذكر؟

و جوابه: لعل القوم الذين ركبوا السفينةاعتقدوا في أنفسهم أنا إنما نجونا ببركةعلمنا فاللَّه تعالى نبههم بهذا الكلاملإزالة ذلك العجب منهم، فإن الإنسان لاينفك عن أنواع الزلات و ظلمات الشهوات، وفي جميع الأحوال فهو محتاج إلى إعانةاللَّه و فضله و إحسانه، و أن يكون رحيمالعقوبته غفورا لذنوبه.

[سورة هود (11): الآيات 42 الى 43]

وَ هِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍكَالْجِبالِ وَ نادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْمَعَنا وَ لا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (42)قالَ سَآوِي إِلى‏ جَبَلٍ يَعْصِمُنِيمِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَمِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَوَ حالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَمِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)

و اعلم أن قوله: وَ هِيَ تَجْرِي بِهِمْفِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ مسائل:

المسألة الأولى: قوله: وَ هِيَ تَجْرِيبِهِمْ فِي مَوْجٍ متعلق بمحذوف،

و التقدير: و قال اركبوا فيها، فركبوافيها يقولون: بسم اللَّه و هي تجري بهم فيموج كالجبال.

المسألة الثانية: الأمواج العظيمة إنماتحدث عند حصول الرياح القوية الشديدةالعاصفة

فهذا يدل على أنه حصل في ذلك الوقت رياحعاصفة شديدة، و المقصود منه: بيان شدةالهول و الفزع.

المسألة الثالثة: الجريان في الموج، هو أنتجري السفينة داخل الموج،

و ذلك يوجب الغرق، فالمراد أن الأمواج لماأحاطت بالسفينة من الجوانب، شبهت تلكالسفينة بما إذا جرت في داخل تلك الأمواج.

[في قوله تعالى و نادى نوح ابنه و كان فيمعزل‏]

ثم حكى اللَّه تعالى عنه أنه نادى ابنه، وفيه مسائل:

المسألة الأولى:

اختلفوا في أنه كان ابنا له، و فيه أقوال:

القول الأول:

أنه ابنه في الحقيقة،

و الدليل عليه: أنه تعالى نص عليه فقال: وَنادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ و نوح أيضا نص عليهفقال: يا بُنَيَّ و صرف هذا اللفظ إلى أنهرباه، فأطلق عليه اسم الابن لهذا السببصرف للكلام عن حقيقته إلى مجازه من غيرضرورة و أنه لا يجوز، و الذين خالفوا هذاالظاهر إنما خالفوه لأنهم استبعدوا أنيكون ولد الرسول المعصوم كافرا، و هذابعيد، فإنه ثبت أن والد رسولنا صلّى اللهعليه وسلّم كان كافرا، و و الد إبراهيمعليه السلام كان كافرا بنص القرآن، فكذلكههنا، ثم القائلون بهذا القول اختلفوا فيأنه عليه السلام لما قال: رَبِّ لا تَذَرْعَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَدَيَّاراً [نوح: 26] فكيف ناداه مع كفره؟

/ 173