المسألة الثانية: أن هذا الذي أمر موسىقومه به و هو التوكل على اللَّه هو الذيحكاه اللَّه تعالى عن نوح عليه السلام‏ - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هاتان الحالتان فعند ذلك يفوض العبد جميعأموره إلى اللَّه تعالى و يحصل في القلبنور التوكل على اللَّه فهذه الآية منلطائف الأسرار، و التوكل على اللَّه عبارةعن تفويض الأمور بالكلية إلى اللَّه تعالىو الاعتماد في كل الأحوال على اللَّهتعالى.

و اعلم أن من توكل على اللَّه في كلالمهمات كفاه اللَّه تعالى كل الملماتلقوله: وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِفَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 3].

المسألة الثانية: أن هذا الذي أمر موسىقومه به و هو التوكل على اللَّه هو الذيحكاه اللَّه تعالى عن نوح عليه السلام‏

أنه قال: فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ[يونس: 71] و عند هذا يظهر التفاوت بينالدرجتين لأن نوحا عليه السلام وصف نفسهبالتوكل على اللَّه تعالى، و موسى عليهالسلام أمر قومه بذلك فكان نوح عليهالسلام تاما، و كان موسى عليه السلام فوقالتمام.

المسألة الثالثة: إنما قال: فَعَلَيْهِتَوَكَّلُوا و لم يقل توكلوا عليه،

لأن الأول يفيد الحصر كأنه عليه السلامأمرهم بالتوكل عليه و نهاهم عن التوكل علىالغير، و الأمر كذلك، لأنه لما ثبت أن كلما سواه فهو ملكه و ملكه و تحت تصرفه وتسخيره و تحت حكمه و تدبيره، امتنع فيالعقل أن يتوكل الإنسان على غيره، فلهذاالسبب جاءت هذه الكلمة بهذه العبارة، ثمبين تعالى أن موسى عليه السلام لما أمرهمبذلك قبلوا قوله: فَقالُوا عَلَى اللَّهِتَوَكَّلْنا أي توكلنا عليه، و لا نلتفتإلى أحد سواه، ثم لما فعلوا ذلك اشتغلوابالدعاء، فطلبوا من اللَّه تعالى شيئين:أحدهما: أن قالوا: رَبَّنا لا تَجْعَلْنافِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ و فيهوجوه: الأول: أن المراد لا تفتن بنا فرعون وقومه لأنك لو سلطتهم علينا لوقع في قلوبهمأنا لو كنا على الحق لما سلطتهم علينا،فيصير ذلك شبهة قوية في إصرارهم على الكفرفيصير تسليطهم علينا فتنة لهم. الثاني: أنكلو سلطتهم علينا لاستوجبوا العقاب الشديدفي الآخرة و ذلك يكون فتنة لهم. الثالث: (لاتجعلنا فتنة لهم) أي موضع فتنة لهم، أيموضع عذاب لهم. الرابع: أن يكون المراد منفتنة المفتون، لأن إطلاق لفظ المصدر علىالمفعول جائز، كالخلق بمعنى المخلوق، والتكوين بمعنى المكون، و المعنى: لاتجعلنا مفتونين، أي لا تمكنهم من أنيحملونا بالظلم و القهر على أن ننصرف عنهذا الدين الحق الذي قبلناه، و هذاالتأويل متأكد بما ذكره اللَّه تعالى قبلهذه الآية و هو قوله: فَما آمَنَ لِمُوسى‏إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى‏خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَ مَلَائِهِمْأَنْ يَفْتِنَهُمْ [يونس: 83] و أما المطلوبالثاني في هذا الدعاء فهو قوله تعالى: وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِالْكافِرِينَ.

و اعلم أن هذا الترتيب يدل على أنه كاناهتمام هؤلاء بأمر دينهم فوق اهتمامهمبأمر دنياهم، و ذلك لأنا إن حملنا قولهم:رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةًلِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ على أنهم إنسلطوا على المسلمين صار ذلك شبهة لهم في أنهذا الدين باطل فتضرعوا إلى اللَّه تعالىفي أن يصون أولئك الكفار عن هذه الشبهة وقدموا هذا الدعاء على طلب النجاة لأنفسهم،و ذلك يدل على أن عنايتهم بمصالح دينأعدائهم فوق عنايتهم بمصالح أنفسهم و إنحملناه على أن لا يمكن اللَّه تعالى أولئكالكفار من أن يحملوهم على ترك هذا الدينكان ذلك أيضا دليلا على أن اهتمامهمبمصالح أديانهم فوق اهتمامهم بمصالحأبدانهم و على جميع التقديرات فهذه لطيفةشريفة.

[سورة يونس (10): آية 87]

وَ أَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ وَ أَخِيهِأَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَبُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْقِبْلَةً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)

/ 173