المسألة الرابعة: احتج الجبائي على أنه لاتجوز الشفاعة عند اللَّه في دفع العقاب‏ - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حتى عاتبه اللَّه تعالى في قوله: وَ لاتَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْبِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَوَجْهَهُ [الأنعام: 52] و ذلك يدل على إقداممحمد صلّى الله عليه وسلّم على الذنب.

و الجواب: يحمل الطرد المذكور في هذهالآية على الطرد المطلق على سبيل التأبيد،و الطرد المذكور في واقعة محمد صلّى اللهعليه وسلّم، على التقليل في أوقات معينةلرعاية المصالح.

المسألة الرابعة: احتج الجبائي على أنه لاتجوز الشفاعة عند اللَّه في دفع العقاب‏

بقول نوح عليه السلام مَنْ يَنْصُرُنِيمِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ معناه إنكان هذا الطرد محرما فمن ذا الذي ينصرني مناللَّه، أي من الذي يخلصني من عقابه و لوكانت الشفاعة جائزة لكانت في حق نوح عليهالسلام أيضا جائزة و حينئذ يبطل قوله:

مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ و اعلم أنهذا الاستدلال يشبه استدلالهم في هذهالمسألة بقوله تعالى: وَ اتَّقُوا يَوْماًلا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاًإلى قوله: وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ [البقرة:48، 123] و الجواب المذكور هناك هو الجواب عنهذا الكلام.

[سورة هود (11): الآيات 32 الى 34]

قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنافَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِماتَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ(32) قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِاللَّهُ إِنْ شاءَ وَ ما أَنْتُمْبِمُعْجِزِينَ (33) وَ لا يَنْفَعُكُمْنُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَلَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْيُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَ إِلَيْهِتُرْجَعُونَ (34)

في الآية مسائل:

المسألة الأولى: اعلم أن الكفار لماأوردوا تلك الشبهة.

و أجاب نوح عليه السلام عنها بالجواباتالموافقة الصحيحة أورد الكفار على نوحكلامين، الأول: أنهم و صفوه بكثرةالمجادلة فقالوا: يا نوح قد جادلتنافأكثرت جدالنا، و هذا يدل على أنه عليهالسلام كان قد أكثر في الجدال معهم، و ذلكالجدال ما كان إلا في إثبات التوحيد والنبوة و المعاد، و هذا يدل على أن الجدالفي تقرير الدلائل و في إزالة الشبهات حرفةالأنبياء، و على أن التقليد و الجهل والإصرار على الباطل حرفة الكفار.

و الثاني: أنهم استعجلوا العذاب الذي كانيتوعدهم به، فقالوا: فَأْتِنا بِماتَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَثم إنه عليه السلام أجاب عنه بجواب صحيحفقال: إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُإِنْ شاءَ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ والمعنى أن إنزال العذاب ليس إلي و إنما هوخلق اللَّه تعالى فيفعله إن شاء كما شاء، وإذا أراد إنزال العذاب فإن أحدا لا يعجزه،أي لا يمنعه منه، و المعجز هو الذي يفعل ماعنده لتعذر مراد الغير فيوصف بأنه أعجزه،فقوله: وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ أيلا سبيل لكم إلى فعل ما عنده، فلا يمتنععلى اللَّه تعالى ما يشاء من العذاب إنأراد إنزاله بكم، و قد قيل معناه: و ما أنتمبمانعين، و قيل: و ما أنتم بمصونين، و قيل:و ما أنتم بسابقين إلى الخلاص، و هذهالأقوال متقاربة.

و اعلم أن نوحا عليه السلام لما أجاب عنشبهاتهم ختم الكلام بخاتمة قاطعة، فقال:وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْأَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ أي إن كاناللَّه يريد أن يغويكم فإنه لا ينفعكمنصحي ألبتة، و احتج أصحابنا بهذه الآيةعلى أن اللَّه تعالى قد يريد الكفر منالعبد، و أنه إذا أراد منه ذلك فإنه يمتنعصدور الإيمان منه،

/ 173