[سورة يونس (10): آية 101] - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إلا بتخليقه و تكوينه و الرجس الذي يقابلالإيمان ليس إلا الكفر، فثبت دلالة هذهالآية على أن الكفر و الإيمان من اللَّهتعالى.

أجاب أبو علي الفارسي النحوي عنه فقال:الرجس، يحتمل وجهين آخرين: أحدهما: أن يكونالمراد منه العذاب، فقوله: وَ يَجْعَلُالرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لايَعْقِلُونَ أي يلحق العذاب بهم كما قال:وَ يُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ [الفتح: 6] و الثاني: أنهتعالى يحكم عليهم بأنهم رجس كما قال:إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة:28] و المعنى أن الطهارة الثابتة للمسلمينلم تحصل لهم.

و الجواب: أنا قد بينا بالدليل العقلي أنالجهل لا يمكن أن يكون فعلا للعبد لأنه لايريده و لا يقصد إلى تكوينه، و إنما يريدضده، و إنما قصد إلى تحصيل ضده، فلو كان بهلما حصل إلا ما قصده و أوردنا السؤالات علىهذه الحجة و أجبنا عنها فيما سلف من هذاالكتاب. و أما حمل الرجس على العذاب، فهوباطل، لأن الرجس عبارة عن الفاسد المستقذرالمستكره، فحمل هذا اللفظ على جهلهم وكفرهم أولى من حمله على عذاب اللَّه معكونه حقا صدقا صوابا، و أما حمل لفظ الرجسعلى حكم اللَّه برجاستهم، فهو في غايةالبعد، لأن حكم اللَّه تعالى بذلك صفته،فكيف يجوز أن يقال إن صفة اللَّه رجس، فثبتأن الحجة التي ذكرناها ظاهرة.

[سورة يونس (10): آية 101]

قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (101)

[في قوله تعالى قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِيالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏]

في الآية مسائل:

المسألة الأولى: قرأ عاصم و حمزة قُلِانْظُرُوا بكسر اللام‏

لالتقاء الساكنين و الأصل فيه الكسر، والباقون بضمها نقلوا حركة الهمزة إلىاللام.

المسألة الثانية: اعلم أنه تعالى لما بينفي الآيات السالفة أن الإيمان لا يحصل إلابتخليق اللَّه تعالى و مشيئته، أمر بالنظرو الاستدلال في الدلائل‏

حتى لا يتوهم أن الحق هو الجبر المحض فقال:قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.

و اعلم أن هذا يدل على مطلوبين: الأول: أنهلا سبيل إلى معرفة اللَّه تعالى إلابالتدبر في الدلائل كما قال عليه الصلاة والسلام: «تفكروا في الخلق و لا تتفكروا فيالخلق» و الثاني: و هو أن الدلائل إما أنتكون من عالم السموات أو من عالم الأرض،أما الدلائل السماوية، فهي حركات الأفلاكو مقاديرها و أوضاعها و ما فيها من الشمس والقمر و الكواكب، و ما يختص به كل و احدمنها من المنافع و الفوائد، و أما الدلائلالأرضية، فهي النظر في أحوال العناصرالعلوية، و في أحوال المعادن و أحوالالنبات و أحوال الإنسان خاصة، ثم ينقسم كلواحد من هذه الأجناس إلى أنواع لا نهايةلها. و لو أن الإنسان أخذ يتفكر في كيفيةحكمة اللَّه سبحانه في تخليق جناح بعوضةلا نقطع عقله قبل أن يصل إلى أقل مرتبة منمراتب تلك الحكم و الفوائد. و لا شك أناللَّه سبحانه أكثر من ذكر هذه الدلائل فيالقرآن المجيد، فلهذا السبب ذكر قوله:قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ و لم يذكر التفصيل، فكأنه تعالىنبه على القاعدة الكلية، حتى إن العاقليتنبه لأقسامها و حينئذ يشرع في تفصيلحكمة كل و احد منها بقدر القوة العقلية والبشرية، ثم إنه تعالى لما أمر بهذاالتفكر و التأمل بين‏

/ 173