المسألة الثالثة: اختلفوا في أن المسؤولمنه في قوله: فَسْئَلِ الَّذِينَيَقْرَؤُنَ الْكِتابَ من هم؟ - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و الوجه الرابع:

في تقرير هذا المعنى أنتقول: المقصود من ذكر هذا الكلام استمالةقلوب الكفار

و تقريبهم من قبول الإيمان، و ذلك لأنهمطالبوه مرة بعد أخرى، بما يدل على صحةنبوته و كأنهم استحيوا من تلك المعاودات والمطالبات، و ذلك الاستحياء صار مانعا لهمعن قبول الإيمان فقال تعالى: فَإِنْكُنْتَ فِي شَكٍّ من نبوتك فتمسك بالدلائلالقلائل، يعني أولى الناس بأن لا يشك فينبوته هو نفسه، ثم مع هذا إن طلب هو من نفسهدليلا على نبوة نفسه بعد ما سبق من الدلائلالباهرة و البينات القاهرة فإنه ليس فيهعيب و لا يحصل بسببه نقصان، فإذا لم يستقبحمنه ذلك في حق نفسه فلأن لا يستقبح من غيرهطلب الدلائل كان أولى، فثبت أن المقصودبهذا الكلام استمالة القوم و إزالة الحياءعنهم في تكثير المناظرات.

الوجه الخامس:

أن يكون التقدير أنك لستشاكا ألبتة

و لو كنت شاكا لكان لك طرق كثيرة في إزالةذلك الشك كقوله تعالى: لَوْ كانَ فِيهِماآلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا[الأنبياء: 22] و المعنى أنه لو فرض ذلكالممتنع واقعا، لزم منه المحال الفلانيفكذا ههنا و لو فرضنا وقوع هذا الشك فارجعإلى التوراة و الإنجيل لتعرف بهما أن هذاالشك زائل و هذه الشبهة باطلة.

الوجه السادس:

قال الزجاج: إن اللَّه خاطبالرسول في قوله: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ‏

و هو شامل للخلق و هو كقوله: يا أَيُّهَاالنَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ[الطلاق: 1] قال: و هذا أحسن الأقاويل، قالالقاضي: هذا بعيد لأنه متى كان الرسولداخلا تحت هذا الخطاب فقد عاد السؤال،سواء أريد معه غيره أو لم يرد و إن جاز أنيراد هو مع غيره، فما الذي يمنع أن يرادبانفراده كما يقتضيه الظاهر، ثم قال: و مثلهذا التأويل يدل على قلة التحصيل.

الوجه السابع:

هو أن لفظ (إن) في قوله:فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ للنفي‏

أي ما كنت في شك قبل يعني لا نأمرك بالسؤاللأنك شاك لكن لتزاداد يقينا كما ازدادإبراهيم عليه السلام بمعاينة إحياءالموتى يقينا.

و أما الوجه الثاني:

و هو أن يقال هذاالخطاب ليس مع الرسول‏

فتقريره أن الناس في زمانه كانوا فرقاثلاثة، المصدقون به و المكذبون له والمتوقفون في أمره الشاكون فيه، فخاطبهماللَّه تعالى بهذا الخطاب فقال:

إن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلناإليك من الهدى على لسان محمد فاسأل أهلالكتاب ليدلوك على صحة نبوته، و إنما وحداللَّه تعالى ذلك و هو يريد الجمع، كما فيقوله: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَبِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ[الانفطار: 6، 7] و يا أَيُّهَا الْإِنْسانُإِنَّكَ كادِحٌ [الانشقاق: 6] و قوله:فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ [الزمر: 49]و لم يرد في جميع هذه الآيات إنسانا بعينه،بل المراد هو الجماعة فكذا ههنا و لما ذكراللَّه تعالى لهم ما يزيل ذلك الشك عنهمحذرهم من أن يلحقوا بالقسم الثاني و همالمكذبون فقال: وَ لا تَكُونَنَّ مِنَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِفَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ.

المسألة الثالثة: اختلفوا في أن المسؤولمنه في قوله: فَسْئَلِ الَّذِينَيَقْرَؤُنَ الْكِتابَ من هم؟

فقال المحققون هم الذين آمنوا من أهلالكتاب كعبداللَّه بن سلام، و عبداللَّهبن صوريا، و تميم الداري، و كعب الأحبارلأنهم هم الذين يوثق بخبرهم، و منهم منقال: الكل سواء كانوا من المسلمين أو منالكفار، لأنهم إذا بلغوا عدد التواتر ثمقرؤا آية من التوراة و الإنجيل، و تلكالآية دالة على البشارة بمقدم محمد صلّىالله عليه وسلّم فقد حصل الغرض.

فإن قيل: إذا كان مذهبكم أن هذه الكتب قددخلها التحريف و التغيير، فكيف يمكنالتعويل عليها.

/ 173