[سورة هود (11): آية 12] - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اللَّه تعالى على تلك النعمة. فالحاصل أنالكافر يكون عند زوال تلك النعمة يؤوسا وعند حصولها يكون كفورا.

و أما القسم الثاني: و هو أن ينتقل الإنسانمن المكروه إلى المحبوب،

و من المحنة إلى النعمة، فههنا الكافريكون فرحا فخورا. أما قوة الفرح فلأن منتهىطمع الكافر هو الفوز بهذه السعاداتالدنيوية و هو منكر للسعادات الأخرويةالروحانية، فإذا وجد الدنيا فكأنه قد فازبغاية السعادات فلا جرم يعظم فرحه بها، وأما كونه فخورا فلأنه لما كان الفوز بسائرالمطلوب نهاية السعادة لا جرم يفتخر به،فحاصل الكلام أنه تعالى بين أن الكافر عندالبلاء لا يكون من الصابرين، و عند الفوزبالنعماء لا يكون من الشاكرين. ثم لما قررذلك قال:

إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ و المراد منه ضد ما تقدمفقوله: إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا المرادمنه أن يكون عند البلاء من الصابرين، وقوله: وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ المرادمنه أن يكون عند الراحة و الخير منالشاكرين.

ثم بين حالهم فقال: أُولئِكَ لَهُمْمَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ فجمع لهمبين هذين المطلوبين. أحدهما: زوال العقاب والخلاص منه و هو المراد من قوله: لَهُمْمَغْفِرَةٌ و الثاني: الفوز بالثواب و هوالمراد من قوله: وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ و من وقف على هذا التفصيل الذي ذكرناه علم أن هذاالكتاب الكريم كما أنه معجز بحسب ألفاظهفهو أيضا معجز بحسب معانيه.

[سورة هود (11): آية 12]

فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْيَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِكَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّماأَنْتَ نَذِيرٌ وَ اللَّهُ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ وَكِيلٌ (12)

اعلم أن هذا نوع آخر من كلمات الكفار، واللَّه تعالى بين أن قلب الرسول ضاقبسببه، ثم إنه تعالى قواه و أيده بالإكرامو التأييد،

و فيه مسائل:

المسألة الأولى: روي عن ابن عباس رضياللَّه عنهما أن رؤساء مكة قالوا: يا محمداجعل لنا جبال مكة ذهبا إن كنت رسولا،

و قال آخرون: ائتنا بالملائكة يشهدونبنبوتك. فقال: لا أقدر على ذلك فنزلت هذهالآية. و اختلفوا في المراد بقوله: تارِكٌبَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ قال ابن عباسرضي اللَّه تعالى عنهما قال المشركونللنبي صلّى الله عليه وسلّم: «ائتنا بكتابليس فيه شتم آلهتنا حتى نتبعك و نؤمن بك، وقال الحسن اطلبوا منه لا يقول: إِنَّالسَّاعَةَ آتِيَةٌ [طه: 15] و قال بعضهم:المراد نسبتهم إلى الجهل و التقليد والإصرار على الباطل.

المسألة الثانية: أجمع المسلمون على أنهلا يجوز على الرسول عليه الصلاة و السلامأن يخون في الوحي و التنزيل‏

و أن يترك بعض ما يوحى إليه، لأن تجويزهيؤدي إلى الشك في كل الشرائع و التكاليف وذلك يقدح في النبوة و أيضا فالمقصود منالرسالة تبليغ تكاليف اللَّه تعالى وأحكامه فإذا لم تحصل هذه الفائدة فقد خرجتالرسالة عن أن تفيد فائدتها المطلوبةمنها، و إذا ثبت هذا وجب أن يكون المراد منقوله: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ مايُوحى‏ إِلَيْكَ شيئا آخر سوى أنه عليهالسلام فعل ذلك و للناس فيه وجوه: الأول: لايمتنع أن يكون في معلوم اللَّه تعالى أنهإنما ترك التقصير في أداء الوحي و التنزيللسبب يرد عليه من اللَّه تعالى أمثال هذهالتهديدات.

البليغة الثاني:

أنهم كانوا لا يعتقدونبالقرآن و يتهاونون به، فكان يضيق صدرالرسول صلى اللنه عليه و سلم أن يلقي إليهمما لا يقبلونه و يضحكون منه، فهيجه اللَّهتعالى لأداء الرسالة و طرح المبالاةبكلماتهم الفاسدة و ترك الالتفات إلىاستهزائهم، و الغرض منه التنبيه على أنهإن أدى ذلك الوحي وقع في سخريتهم و سفاهتهمو إن لم يؤد ذلك‏

/ 173