[سورة هود (11): آية 35]
أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِافْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)اعلم أن معنى افتراه اختلقه و افتعله وجاء به من عند نفسه، و الهاء ترجع إلىالوحي الذي بلغه إليهم، و قوله: فَعَلَيَّإِجْرامِي الإجرام اقتراح المحظورات واكتسابها، و هذا من باب حذف المضاف، لأنالمعنى:فعلي عقاب إجرامي، و في الآية محذوف آخر وهو أن المعنى: إن كنت افتريته فعلي عقابجرمي، و إن كنت صادقا و كذبتموني فعليكمعقاب ذلك التكذيب، إلا أنه حذف هذه البقيةلدلالة الكلام عليه، كقوله: أَمَّنْ هُوَقانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ [الزمر: 9] و لميذكر البقية، و قوله: وَ أَنَا بَرِيءٌمِمَّا تُجْرِمُونَ أي أنا بريء من عقابجرمكم، و أكثر المفسرين على أن هذا من بقيةكلام نوح عليه السلام، و هذه الآية و قعتفي قصة محمد صلى اللنه عليه و سلم في أثناءحكاية نوح، و قولهم بعيد جدا، و أيضا قوله:قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّإِجْرامِي لا يدل على أنه كان شاكا، إلاأنه قول يقال على وجه الإنكار عند اليأس منالقبول.[سورة هود (11): آية 36]
وَ أُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْيُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْآمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوايَفْعَلُونَ (36)فيه مسائل:المسألة الأولى: قال ابن عباس رضي اللَّهعنهما: لما جاء هذا من عند اللَّه تعالىدعا على قومه
فقال:رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَالْكافِرِينَ دَيَّاراً [نوح: 26] و قوله:فَلا تَبْتَئِسْ أي لا تحزن، قال أبو زيد:ابتأس الرجل إذا بلغه شيء يكرهه، و أنشدأبو عبيدة:
ما يقسم اللَّه أقبل غير مبتئس
به وأقعد كريما ناعم البال
به وأقعد كريما ناعم البال
به وأقعد كريما ناعم البال