المسألة الرابعة: أنه تعالى سمى العذابشرا في هذه الآية،
لأن أذى في حق المعاقب و مكروه عنده كماأنه سماه سيئة في قوله: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِقَبْلَ الْحَسَنَةِ [الرعد: 6] و في قوله: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها[الشورى: 40].
المسألة الخامسة: قرأ ابن عامر لقضى بفتحاللام و القاف أجلهم بالنصب،
يعني لقضى اللَّه، و ينصره قراءة عبداللَّه لقضينا إليهم أجلهم و قرأ الباقونبضم القاف و كسر الضاد و فتح الياءأَجَلُهُمْ بالرفع على ما لم يسم فاعله.
المسألة السادسة: المراد من استعجالهؤلاء المشركين الخير هو أنهم كانوا عندنزول الشدائد يدعون اللَّه تعالى بكشفها،
و قد حكى اللَّه تعالى عنهم ذلك في آياتكثيرة كقوله: ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُالضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ [النمل:53] و قوله: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَالضُّرُّ دَعانا [يونس: 12].
المسألة السابعة: لسائل أن يسأل فيقول:كيف اتصل قوله: فَنَذَرُ الَّذِينَ لايَرْجُونَ لِقاءَنا بما قبله و ما معناه؟.
و جوابه أن قوله: وَ لَوْ يُعَجِّلُاللَّهُ لِلنَّاسِ متضمن معنى نفيالتعجيل، كأنه قيل: و لا يعجل لهم الشر، ولا يقضي إليهم أجلهم فيذرهم في طغيانهم أيفيمهلهم مع طغيانهم إلزاما للحجة.
المسألة الثامنة: قال أصحابنا: إنه تعالىلما حكم عليهم بالطغيان و العمه امتنع أنلا يكونوا كذلك
و إلا لزم أن ينقلب خبر اللَّه الصدق كذباو علمه جهله و حكمه باطلا، و كل ذلك محال،ثم إنه مع هذا كلفهم و ذلك يكون جاريا مجرىالتكليف بالجمع بين الضدين.