المسألة الرابعة: معنى فارَ نبع على قوة وشدة تشبيها بغليان القدر عند قوة النار - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الماء من ذلك الموضع ليكون ذلك معجزة له،و أيضا المعنى أنه لما نبع الماء من أعاليالأرض، و من الأمكنة المرتفعة فشبهتلارتفاعها بالتنانير. الثالث: فارَالتَّنُّورُ أي طلع الصبح و هو منقول عنعلي رضي اللَّه عنه. الرابع: فارَالتَّنُّورُ يحتمل أن يكون معناه أشدالأمر كما يقال: حمي الوطيس و معنى الآيةإذا رأيت الأمر يشتد و الماء يكثر فانجبنفسك و من معك إلى السفينة.

فإن قيل: فما الأصح من هذه اقوال؟

قلنا: الأصل حمل الكلام على حقيقته و لفظالتنور حقيقة في الموضع الذي يخبز فيهفوجب حمل اللفظ عليه و لا امتناع في العقلفي أن يقال: إن الماء نبع أولا من موضع معينو كان ذلك الموضع تنورا.

فإن قيل: ذكر التنور بالألف و اللام و هذاإنما يكون معهود سابق معين معلوم عندالسامع و ليس في الأرض تنور هذا شأنه، فوجبأن يحمل ذلك على أن المراد إذا رأيت الماءيشتد نبوعه و الأمر يقوى فانج بنفسك و بمنمعك.

قلنا: لا يبعد أن يقال: إن ذلك التنور كانلنوح عليه السلام بأن كان تنور آدم أو حواءأو كان تنورا عينه اللَّه تعالى لنوح عليهالسلام و عرفه أنك إذا رأيت الماء يفورفاعلم أن الأمر قد وقع، و على هذا التقديرفلا حاجة إلى صرف الكلام عن ظاهره.

المسألة الرابعة: معنى فارَ نبع على قوة وشدة تشبيها بغليان القدر عند قوة النار

و لا شبهة في أن نفس التنور لا يفورفالمراد فار الماء من التنور، و الذي رويأن فور التنور كان علامة لهلاك القوم لايمتنع لأن هذه واقعة عظيمة، و قد و عداللَّه تعالى المؤمنين النجاة فلا بد و أنيجعل لهم علامة بها يعرفون الوقت المعين،فلا يبعد جعل هذه الحالة علامة لحدوث هذهالواقعة.

المسألة الخامسة: قال الليث: التنور لفظةعمت بكل لسان و صاحبه تنار،

قال الأزهري: و هذا يدل على أن الاسم قديكون أعجميا فتعربه العرب فيصير عربيا، والدليل على ذلك أن الأصل تنار و لا يعرف فيكلام العرب تنور قبل هذا، و نظيره ما دخلفي كلام العرب من كلام العجم الديباج والدينار و السندس و الاستبرق فإن العربلما تكلموا بهذه الألفاظ صارت عربية.

و اعلم أنه لما فار التنور فعند ذلك أمرهاللَّه تعالى بأن يحمل في السفينة ثلاثةأنواع من الأشياء. فالأول:

قوله: قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّزَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ قال الأخفش: تقولالاثنان هما زوجان قال تعالى: وَ مِنْكُلِّ شَيْ‏ءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ[الذاريات: 49] فالسماء زوج و الأرض زوج والشتاء زوج و الصيف زوج و النهار زوج والليل زوج، و تقول للمرأة هي زوج و هوزوجها قال تعالى: وَ خَلَقَ مِنْهازَوْجَها [النساء: 1] يعني المرأة، و قال: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَوَ الْأُنْثى‏ [النجم: 45] فثبت أن الواحدقد يقال له: زوج و مما يدل على ذلك قولهتعالى: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَالضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِاثْنَيْنِ و مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ [الأنعام: 143].

إذا عرفت هذا فنقول: الزوجان عبارة عن كلشيئين يكون أحدهما ذكرا و الآخر أنثى والتقدير كل شيئين هما كذلك فاحمل منهما فيالسفينة اثنين و احد ذكر و الآخر أنثى، ولذلك قرأ حفص مِنْ كُلٍّ بالتنوين‏

/ 173