[سورة يونس (10): آية 93] - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بها، فأخرجه اللَّه من الماء مع ذلك الدرعليعرف. أقول: إن صح هذا فقد كان ذلك معجزةلموسى عليه السلام.

و أما قوله: لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَآيَةً

ففيه وجوه: الأول: أن قوما ممن اعتقدوا فيهالإلهية لما لم يشاهدوا غرقه كذبوا بذلك وزعموا أن مثله لا يموت، فأظهر اللَّهتعالى أمره بأن أخرجه من الماء بصورته حتىشاهدوه و زالت الشبهة عن قلوبهم. و قيل كانمطرحه على ممر بني إسرائيل. الثاني: لايبعد أنه تعالى أراد أن يشاهده الخلق علىذلك الذل و المهانة بعد ما سمعوا منه قولهأَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى‏ [النازعات: 24]ليكون ذلك زجرا للخلق عن مثل طريقته، ويعرفوا أنه كان بالأمس في نهاية الجلالة والعظمة ثم آل أمره إلى ما يرون. الثالث: قرأبعضهم لمن خلقك بالقاف أي لتكون لخالقكآية كسائر آياته. الرابع: أنه تعالى لماأغرقه مع جميع قومه ثم إنه تعالى ما أخرجأحدا منهم من قعر البحر، بل خصه بالإخراجكان تخصيصه بهذه الحالة العجيبة دالا علىكمال قدرة اللَّه تعالى و على صدق موسىعليه السلام في دعوى النبوة.

و أما قوله: وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَالنَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ‏

فالأظهر أنه تعالى لما ذكر قصة موسى وفرعون و ذكر حال عاقبة فرعون و ختم ذلكبهذا الكلام و خاطب به محمدا عليه الصلاة والسلام فيكون ذلك زاجرا لأمته عن الإعراضعن الدلائل، و باعثا لهم على التأمل فيها والاعتبار بها، فإن المقصود من ذكر هذهالقصص حصول الاعتبار، كما قال تعالى:لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌلِأُولِي الْأَلْبابِ [يوسف: 111].

[سورة يونس (10): آية 93]

وَ لَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَمُبَوَّأَ صِدْقٍ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَالطَّيِّباتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىجاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَيَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِفِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93)

[في قوله تعالى وَ لَقَدْ بَوَّأْنا بَنِيإِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَااخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُالْعِلْمُ‏]

اعلم أنه تعالى لما ذكر ما وقع عليه الختمفي واقعة فرعون و جنوده، ذكر أيضا في هذهالآية ما وقع عليه الختم في أمر بنيإسرائيل،

و ههنا بحثان:

البحث الأول:

أن قوله: بَوَّأْنا بَنِيإِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ أي أسكناهممكان صدق‏

أي مكانا محمودا، و قوله: مُبَوَّأَصِدْقٍ فيه وجهان: الأول: يجوز أن يكونمبوأ صدق مصدرا، أي بوأناهم تبوأ صدق.الثاني:

أن يكون المعنى منزلا صالحا مرضيا، و إنماوصف المبوأ بكونه صدقا، لأن عادة العربأنها إذا مدحت شيئا أضافته إلى الصدق تقول:رجل صدق، و قدم صدق. قال تعالى: وَ قُلْرَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ [الإسراء: 80]و السبب فيه أن ذلك الشي‏ء إذا كان كاملافي وقت صالحا للغرض المطلوب منه، فكل مايظن فيه من الخبر، فإنه لا بد و أن يصدق ذلكالظن.

البحث الثاني:

اختلفوا في أن المراد ببنيإسرائيل في هذه الآية أهم اليهود

الذين كانوا في زمن موسى عليه السلام أمالذين كانوا في زمن محمد عليه السلام.

أما القول الأول:

فقد قال به قوم و دليلهم أنه تعالى لما ذكرهذه الآية عقيب قصة موسى عليه السلام كانحمل هذه الآية على أحوالهم أولى، و على هذاالتقدير: كان المراد بقوله: وَ لَقَدْبَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَصِدْقٍ الشام و مصر، و تلك البلاد فإنهابلاد كثيرة الخصب. قال تعالى: سُبْحانَالَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًامِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَىالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِيبارَكْنا حَوْلَهُ [الإسراء: 1] و المراد منقوله: وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِتلك المنافع، و أيضا المراد منها أنهتعالى أورث بني إسرائيل جميع ما كان تحتأيدي قوم فرعون من الناطق و الصامت‏

/ 173