المسألة الثانية: أن نوحا عليه السلام قاللقومه: إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْمَقامِي وَ تَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِفَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ‏ - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الصلاة و السلام لما لم يتعلم علما، و لميطالع كتابا ثم ذكر هذه الأقاصيص من غيرتفاوت، و من غير زيادة و من غير نقصان، دلذلك على أنه صلّى الله عليه وسلّم إنماعرفها بالوحي و التنزيل.

و اعلم أنه تعالى ذكر في هذه السورة من قصصالأنبياء عليهم السلام ثلاثة.

فالقصة الأولى: قصة نوح عليه السلام، و هيالمذكورة في هذه الآية، و فيها وجهان منالفائدة: الأول:

أن قوم نوح عليه السلام لما أصروا علىالكفر و الجحد عجل اللَّه هلاكهم بالغرقفذكر اللَّه تعالى قصتهم لتصير تلك القصةعبرة لهؤلاء الكفار، و داعية إلى مفارقةالجحد بالتوحيد و النبوة. و الثاني: أنكفار مكة كانوا يستعجلون العذاب الذييذكره الرسول عليه السلام لهم و كانوايقولون له كذبت، فإنه ما جاءنا هذاالعذاب، فاللَّه تعالى ذكر لهم قصة نوحعليه السلام لأنه عليه السلام كان يخوفهمبهذا العذاب و كانوا يكذبونه فيه، ثمبالآخرة وقع كما أخبر فكذا ههنا.

المسألة الثانية: أن نوحا عليه السلام قاللقومه: إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْمَقامِي وَ تَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِفَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ‏

و هذا جملة من الشرط و الجزاء،

أما الشرط فهو مركب من قيدين:

القيد الأول:

قوله: إِنْ كانَ كَبُرَعَلَيْكُمْ مَقامِي‏

قال الواحدي في «البسيط»: يقال كبر يكبركبرا في السن، و كبر الأمر و الشي‏ء إذاعظم يكبر كبرا و كبارة. قال ابن عباس: ثقلعليكم و شق عليكم و عظم أمره عندكم والمقام بفتح الميم مصدر كالإقامة. يقال:أقام بين أظهرهم مقاما و إقامة، و المقامبضم الميم الموضع الذي يقام فيه، و أرادبالمقام ههنا مكثه و لبثه فيهم و بالجملةفقوله: كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي جارمجرى قولهم:

فلان ثقيل الظل.

و اعلم أن سبب هذا الثقل أمران: أحدهما:أنه عليه السلام مكث فيهم ألف سنة إلاخمسين عاما.

و الثاني: أن أولئك الكفار كانوا قد ألفواتلك المذاهب الفاسدة و الطرائق الباطلة والغالب أن من ألف طريقة في الدين فإنه يثقلعليه أن يدعى إلى خلافها، و يذكر لهركاكتها، فإن اقترن بذلك طول مدة الدعاءكان أثقل و أشد كراهية، فإن اقترن به إيرادالدلائل القاهرة على فساد تلك المذهب كانتالنفرة أشد فهذا هو السبب في حصول ذلكالثقل.

و القيد الثاني:

هو قوله: وَ تَذْكِيرِيبِآياتِ اللَّهِ.

و اعلم أن الطباع المشغولة بالدنياالحريصة على طلب اللذات العاجلة تكونشديدة النفرة عن الأمر بالطاعات و النهيعن المعاصي و المنكرات، قوية الكراهةلسماع ذكر الموت و تقبيح صورة الدنيا و منكان كذلك فإنه يستثقل الإنسان الذي يأمرهبالمعروف و ينهاه عن المنكر و في الآية وجهآخر و هو أن يكون قوله:

إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ معناه أنهمكانوا إذا وعظوا الجماعة قاموا على أرجلهميعظونهم ليكون مكانهم ظاهرا و كلامهممسموعا، كما يحكى عن عيسى عليه السلام أنهكان يعظ الحواريين قائما و هم قعود.

و اعلم أن هذا هو الشرط المذكور في هذهالآية،

أما الجزاء ففيه قولان:

القول الأول:

أن الجزاء هو قوله: فَعَلَىاللَّهِ تَوَكَّلْتُ‏

يعني أن شدة بغضكم لي تحملكم علىالإقدام‏

/ 173