المسألة الثانية: احتج قوم بهذه الآية علىتفضيل الملائكة على الأنبياء - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

على أنه لا بد من تعظيم المؤمن البر التقيو من إهانة الفاجر الكافر، فلو قلبت القصةو عكست القضية و قربت الكافر الفاجر علىسبيل التعظيم، و طردت المؤمن التقي علىسبيل الإهانة كنت على ضد أمر اللَّهتعالى، و على عكس حكمه و كنت في هذا الحكمعلى ضد ما أمر اللَّه تعالى من إيصالالثواب إلى المحقين، و العقاب إلىالمبطلين و حينئذ أصير مستوجبا للعقابالعظيم فمن ذا الذي ينصرني من اللَّهتعالى و من الذي يخلصني من عذاب اللَّهأفلا تذكرون فتعلمون أن ذلك لا يصح ثم أكدهذا البيان بوجه ثالث فقال: وَ لا أَقُولُلَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ أي كمالا أسألكم فكذلك لا أدعي أني أملك مالا ولا لي غرض في المال لا أخذا و لا دفعا، و لاأعلم الغيب حتى أصل به إلى ما أريد لنفسي ولا أتباعي و لا أقول إني ملك حتى أتعظمبذلك عليكم، بل طريقي الخضوع و التواضع ومن كان هذا شأنه و طريقه فإنه لا يستنكف عنمخالطة الفقراء و المساكين، و لا يطلبمجالسة الأمراء و السلاطين و إنما شأنهطلب الدين و سيرته مخالطة الخاضعين والخاشعين فلما كانت طريقتي توجب مخالطةالفقراء فكيف جعلتم ذلك عيبا علي، ثم إنهأكد هذا البيان بطريق رابع فقال: وَ لاأَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيأَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُخَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِيأَنْفُسِهِمْ و هذا كالدلالة على أنهمكانوا ينسبون أتباعه مع الفقر و الذلة إلىالنفاق فقال: إني لا أقول ذلك، لأنه من بابالغيب و الغيب لا يعلمه إلا اللَّه، فربماكان باطنهم كظاهرهم فيؤتيهم اللَّه ملكالآخرة فأكون كاذبا فيما أخبرت به، فإنيإن فعلت ذلك كنت من الظالمين لنفسي و منالظالمين لهم في وصفهم بأنهم لا خير لهم معأن اللَّه تعالى آتاهم الخير في الآخرة.

المسألة الثانية: احتج قوم بهذه الآية علىتفضيل الملائكة على الأنبياء

و قالوا: إن الإنسان إذا قال: أنا لا أدعيكذا و كذا، فهذا إنما يحسن إذا كان ذلكالشي‏ء أشرف من أحوال ذلك القائل فلما كانقائل هذا القول هو نوح عليه السلام وجب أنتكون درجة الملائكة أعلى و أشرف من درجاتالأنبياء، ثم قالوا: و كيف لا يكون الأمركذلك و الملائكة داوموا على عبادة اللَّهتعالى طول الدنيا مذ خلقوا إلى أن تقومالساعة، و تمام التقرير أن الفضائلالحقيقية الروحانية ليست إلا ثلاثة أشياء:أولها: الاستغناء المطلق و جرت العادة فيالدنيا أن من ملك المال الكثير فإنه يوصفبكونه غنيا فقوله: وَ لا أَقُولُ لَكُمْعِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ إشارة إلى أنيلا أدعي الاستغناء المطلق‏و ثانيها:العلم التام و إليه الإشارة بقوله: وَ لاأَعْلَمُ الْغَيْبَ و ثالثها: القدرةالتامة الكاملة، و قد تقرر في الخواطر أنأكمل المخلوقات في القدرة و القوة همالملائكة و إليه الإشارة بقوله: وَ لاأَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ و المقصود من ذكرهذه الأمور الثلاثة بيان أنه ما حصل عنديمن هذه المراتب الثلاثة إلا ما يليقبالقوة البشرية و الطاقة الإنسانية، فأماالكمال المطلق فأنا لا أدعيه و إذا كانالأمر كذلك فقد ظهر أن قوله: وَ لا أَقُولُإِنِّي مَلَكٌ يدل على أنهم أكمل منالبشر، و أيضا يمكن جعل هذا الكلام جواباعما ذكروه من الشبهة فإنهم طعنوا فيأتباعه بالفقر فقال: وَ لا أَقُولُ لَكُمْعِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ حتى أجعلهمأغنياء و طعنوا فيهم أيضا بأنهم منافقونفقال: وَ لا أَعْلَمُ الْغَيْبَ حتى أعرفكيفية باطنهم و إنما أجري الأحوال علىالظواهر و طعنوا فيهم بأنهم قد يأتونبأفعال لا كما ينبغي فقال: وَ لا أَقُولُإِنِّي مَلَكٌ حتى أكون مبرأ عن جميعالدواعي الشهوانية و البواعث النفسانية.

المسألة الثالثة: احتج قوم بهذه الآية علىصدور الذنب من الأنبياء

فقالوا: إن هذه الآية دلت على أن طردالمؤمنين لطلب مرضاة الكفار من أصولالمعاصي، ثم إن محمداصلّى الله عليه وسلّمطرد فقراء المؤمنين لطلب مرضاة الكفار

/ 173