المسألة الأولى: في تفسير قوله:يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْوجوه: - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اعلم أنه تعالى لما شرح أحوال المنكرين والجاحدين في الآية المتقدمة، ذكر في هذهالآية أحوال المؤمنين المحقين، و اعلم أنهتعالى ذكر صفاتهم أولا، ثم ذكر مالهم منالأحوال السنية و الدرجات الرفيعة ثانيا،

أما أحوالهم و صفاتهم فهي قوله: إِنَّالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ و في تفسيره وجوه:

الوجه الأول:

أن النفس الإنسانية لهاقوتان:

القوة النظرية:

و كمالها في معرفةالأشياء، و رئيس المعارف و سلطانها معرفةاللَّه.

و القوة العملية:

و كمالها في فعل الخيراتو الطاعات، و رئيس الأعمال الصالحة وسلطانها خدمة اللَّه.

فقوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا إشارةإلى كمال القوة النظرية بمعرفة اللَّهتعالى و قوله: وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِإشارة إلى كمال القوة العملية بخدمةاللَّه تعالى، و لما كانت القوة النظريةمقدمة على القوة العملية بالشرف و الرتبة،لا جرم وجب تقديمها في الذكر.

الوجه الثاني:

في تفسير هذه الآية قالالقفال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أي صدقوا بقلوبهم،

ثم حققوا التصديق بالعمل الصالح الذيجاءت به الأنبياء و الكتب من عند اللَّهتعالى.

الوجه الثالث:

الَّذِينَ آمَنُوا أيشغلوا قلوبهم و أرواحهم بتحصيل المعرفة

وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أي شغلواجوارحهم بالخدمة، فعينهم مشغولةبالاعتبار كما قال: فَاعْتَبِرُوا ياأُولِي الْأَبْصارِ [الحشر: 2] و أذنهممشغولة بسماع كلام اللَّه تعالى كما قال:وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَىالرَّسُولِ [المائدة: 83] و لسانهم. مشغولبذكر اللَّه كما قال تعالى: يا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ[الأحزاب: 41] و جوارحهم مشغولة بنور طاعةاللَّه كما قال: أَلَّا يَسْجُدُوالِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْ‏ءَفِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ [النمل: 25].

و اعلم أنه تعالى لما وصفهم بالإيمان والأعمال الصالحة ذكر بعد ذلك درجاتكراماتهم و مراتب سعاداتهم و هي أربعة.

المرتبة الأولى:

قوله: يَهْدِيهِمْرَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْتَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِالنَّعِيمِ و فيه مسائل:

المسألة الأولى: في تفسير قوله:يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْوجوه:

الأول: أنه تعالى يهديهم إلى الجنة ثوابالهم على إيمانهم و أعمالهم الصالحة، والذي يدل على صحة هذا التأويل وجوه: أحدها:قوله تعالى:

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى‏ نُورُهُمْ بَيْنَأَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ [الحديد:12] و ثانيها: ما روي أنه عليه السلام قال:«إن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله فيصورة حسنة فيقول له أنا عملك فيكون له نوراو قائدا إلى الجنة و الكافر إذا خرج منقبره صور له عمله في صورة سيئة فيقول لهأنا عملك فينطلق به حتى يدخله النار» وثالثها: قال مجاهد: المؤمنون يكون لهم نوريمشي بهم إلى الجنة. و رابعها: و هو الوجهالعقلي أن الإيمان عبارة عن نور اتصل به منعالم القدس، و ذلك النور كالخيط المتصلبين قلب المؤمن و بين ذلك العالم المقدس،فإن حصل هذا الخط النوراني قدر العبد علىأن يقتدي بذلك النور و يرجع إلى عالمالقدس، فأما إذا لم يوجد هذا الحبلالنوراني تاه في ظلمات عالم الضلالات نعوذباللَّه منه.

و التأويل الثاني: قال ابن الأنباري: إنإيمانهم يهديهم إلى خصائص في المعرفة ومزايا في الألفاظ و لوامع من النور تستنيربها قلوبهم، و تزول بواسطتها الشكوك والشبهات عنهم، كقوله تعالى: وَ الَّذِينَاهْتَدَوْا زادَهُمْ‏

/ 173