المسألة الأولى: قرأ نافع و ابن عامر:كلمات على الجمع،
و قرأ الباقون: كَلِمَتُ على لفظ الواحد،و أقول إنها كلمات بحسب الكثرة النوعية أوالصنفية و كلمة و احدة بحسب الواحدةالجنسية.
المسألة الثانية: المراد من هذه الكلمةحكم اللَّه بذلك و إخباره عنه،
و خلقه في العبد مجموع القدرة و الداعية،الذي هو موجب لحصول ذلك الأثر، أما الحكم والأخبار و العلم فظاهر، و أما مجموعالقدرة و الداعي فظاهر أيضا، لأن القدرةلما كانت صالحة للطرفين لم يترجح أحدالجانبين على الآخر إلا لمرجح، و ذلكالمرجح من اللَّه تعالى قطعا للتسلسل، وعند حصول هذا المجموع يجب الفعل، و قد احتجأصحابنا بهذه الآية على صحة قولهم فيإثبات القضاء اللازم و القدر الواجب و هوحق و صدق و لا محيص عنه.ثم قال تعالى: وَ لَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّآيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَالْأَلِيمَو المراد أنهم لا يؤمنون ألبتة، و لوجاءتهم الدلائل التي لا حد لها و لا حصر، وذلك لأن الدليل لا يهدي إلا بإعانة اللَّهتعالى فإذا لم تحصل تلك الإعانة ضاعت تلكالدلائل.
القصة الثالثة من القصص المذكورة في هذهالسورة، قصة يونس عليه السلام
[سورة يونس (10): آية 98]
فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْفَنَفَعَها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَيُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْناعَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِالدُّنْيا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ(98)اعلم أنه تعالى لما بين من قبل إِنَّالَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَ لَوْجاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى