المسألة الثانية: البغي من منكراتالمعاصي‏ - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و المراد من قوله: بَغْيُكُمْ عَلى‏أَنْفُسِكُمْ بغي بعضكم على بعض كما فيقوله: فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ [البقرة:

54] و معنى الكلام أن بغي بعضكم عن بعضمنفعة الحياة الدنيا و لا بقاء لها. والثاني: أن قوله بَغْيُكُمْ مبتدأ، و قوله:عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ خبره، و قوله: مَتاعَالْحَياةِ الدُّنْيا خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: هو متاع الحياة الدنيا. و أماالقراءة بالنصب فوجهها أن نقول: إن قوله:بَغْيُكُمْ مبتدأ، و قوله: عَلى‏أَنْفُسِكُمْ خبره، و قوله: مَتاعَالْحَياةِ الدُّنْيا في موضع المصدرالمؤكد، و التقدير: تتمتعون متاع الحياةالدنيا.

المسألة الثانية: البغي من منكراتالمعاصي‏

قال عليه الصلاة و السلام: «أسرع الخيرثوابا صلة الرحم، و أعجل الشر عقابا البغيو اليمين الفاجرة» و روى «ثنتان يعجلهمااللَّه في الدنيا البغي و عقوق الوالدين»و عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: لو بغى جبلعلى جبل لاندك الباغي. و كان المأمون يتمثلبهذين البيتين في أخيه:




  • يا صاحب البغي إن البغي مصرعة
    فلو بغى جبل يوما على جبل
    لاندك منهأعاليه و أسفله‏



  • فأربعفخير فعال المرء أعدله‏
    لاندك منهأعاليه و أسفله‏
    لاندك منهأعاليه و أسفله‏



و عن محمد بن كعب القرظي: ثلاث من كن فيه كنعليه، البغي و النكث و المكر، قال تعالى:إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ.

المسألة الثالثة: حاصل الكلام في قولهتعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمابَغْيُكُمْ عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ‏

أي لا يتهيأ لكم بغي بعضكم على بعض إلاأياما قليلة، و هي مدة حياتكم مع قصرها وسرعة انقضائها ثُمَّ إِلَيْنا أي ما وعدنامن المجازاة على أعمالكم مَرْجِعُكُمْفَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْتَعْمَلُونَ في الدنيا، و الإنباء هوالإخبار، و هو في هذا الموضع وعيد بالعذابكقول الرجل لغيره سأخبرك بما فعلت.

[سورة يونس (10): آية 24]

إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْياكَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِفَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِمِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَ الْأَنْعامُحَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُزُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّأَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْهاأَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراًفَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْتَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُالْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)

في الآية مسائل:

المسألة الأولى: اعلم أنه تعالى لما قال:يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْعَلى‏ أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِالدُّنْيا [يونس: 23] أتبعه بهذا المثلالعجيب‏

الذي ضربه لمن يبغي في الأرض و يغتربالدنيا، و يشتد تمسكه بها، و يقوى إعراضهعن أمر الآخرة و التأهب لها، فقال: إِنَّمامَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍأَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِفَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ و هذاالكلام يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكونالمعنى فاختلط به نبات الأرض بسبب هذاالماء النازل من السماء، و ذلك لأنه إذانزل المطر ينبت بسببه أنواع كثيرة منالنبات، و تكون تلك الأنواع مختلطة، و هذافيما لم يكن نابتا قبل نزول المطر. والثاني: أن يكون المراد منه الذي نبت، ولكنه لم يترعرع، و لم يهتز و إنما هو في أولبروزه من الأرض و مبدأ حدوثه، فإذا نزلالمطر عليه، و اختلط بذلك المطر، أي اتصلكل واحد منهما بالآخرة اهتز ذلك النبات وربا و حسن، و كمل و اكتسى كمال الرونق والزينة، و هو المراد من قوله تعالى: حَتَّىإِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ و ذلك لأن التزخرف عبارة عنكمال حسن الشي‏ء فجعلت الأرض آخذة زخرفهاعلى التشبيه بالعروس إذا لبست الثيابالفاخرة من كل لون، و تزينت بجميع‏

/ 173