المراد من هذا العذاب هوعذاب الدنيا أو عذاب الآخرة؟الجواب: للمفسرين فيه وجوه: الأول: قالالحسن: معنى حكم اللَّه في هذه الآية أنهلا يعذب أحدا منهم بعذاب الاستئصال و أخرذلك إلى يوم القيامة، فلما أخر اللَّهعنهم ذلك العذاب قالوا على سبيل الاستهزاءما الذي حبسه عنا؟ و الثاني: أن المرادالأمر بالجهاد و ما نزل بهم يوم بدر، و علىهذا الوجه تأولوا قوله: وَ حاقَ بِهِمْ أينزل بهم هذا العذاب يوم بدر.
السؤال الثاني:
ما المراد بقوله: إِلىأُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ.
الجواب من وجهين:
الأول: أن الأصل في الأمةهم الناس و الفرقة فإذا قلت: جاءني أمة منالناس.فالمراد طائفة مجتمعة قال تعالى: وَجَدَعَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِيَسْقُونَ [القصص: 23] و قوله: وَ ادَّكَرَبَعْدَ أُمَّةٍ [يوسف: 45] أي بعد انقضاء أمةو فنائها فكذا ههنا قوله: وَ لَئِنْأَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلىأُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ أي إلى حين تنقضي أمةمن الناس انقرضت بعد هذا الوعيد بالقول،لقالوا ماذا يحبسه عنا و قد انقرض من الناسالذين كانوا متوعدين بهذا الوعيد؟ و تسميةالشيء باسم ما يحصل فيه كقولك: كنت عندفلان صلاة العصر، أي في ذلك الحين. الثاني:أن اشتقاق الأمة من الأم، و هو القصد، كأنهيعني الوقت المقصود بإيقاع هذا الموعودفيه.
السؤال الثالث:
لم قال: وَ حاقَ على لفظالماضي مع أن ذلك لم يقع؟و الجواب: قد مر في هذا الكتاب آيات كثيرةمن هذا الجنس، و الضابط فيها أنه تعالىأخبر عن أحوال القيامة بلفظ الماضي مبالغةفي التأكيد و التقرير.
[سورة هود (11): الآيات 9 الى 11]
وَ لَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّارَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُإِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ (9) وَ لَئِنْأَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَمَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَالسَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌفَخُورٌ (10) إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْمَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ (11)اعلم أنه تعالى لما ذكر أن عذاب أولئكالكفار و إن تأخر إلا أنه لا بد و أن يحيقبهم، ذكر بعده ما يدل على كفرهم، و علىكونهم مستحقين لذلك العذاب فقال: وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَو فيه مسائل:
المسألة الأولى: لفظ الْإِنْسانَ في هذهالآية فيه قولان:
القول الأول: أن المراد منه مطلق الإنسانو يدل عليه وجوه: الأول: أنه تعالى استثنىمنه قوله: إِلَّا