[سورة يونس (10): الآيات 40 الى 41] - مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْعَبَثاً [المؤمنون: 115] و بقوله: إِنْأَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْلِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْفَلَها [الإسراء: 7] و بالجملة فشبهاتالكفار كثيرة، فهم لما رأوا القرآن مشتملاعلى أمور ما عرفوا حقيقتها و لم يطلعوا علىوجه الحكمة فيها لا جرم كذبوا بالقرآن، والحاصل أن القوم ما كانوا يعرفون أسرارالإلهيات، و كانوا يجرون الأمور علىالأحوال المألوفة في عالم المحسوسات و ماكانوا يطلبون حكمها و لا وجوه تأويلاتها،فلا جرم و قعوا في التكذيب و الجهل، فقوله:بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوابِعِلْمِهِ إشارة إلى عدم علمهم بهذهالأشياء، و قوله: وَ لَمَّا يَأْتِهِمْتَأْوِيلُهُ إشارة إلى عدم جدهم واجتهادهم في طلب تلك الأسرار.

ثم قال: فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُالظَّالِمِينَ‏

و المراد أنهم طلبوا الدنيا و تركواالآخرة، فلما ماتوا فاتتهم الدنيا والآخرة فبقوا في الخسار العظيم، و منالناس من قال المراد منه عذاب الاستئصال وهو الذي نزل بالأمم الذين كذبوا الرسل منضروب العذاب في الدنيا، قال أهل التحقيققوله: وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُيدل على أن من كان غير عارف بالتأويلات وقعفي الكفر و البدعة، لأن ظواهر النصوص قديوجد فيها ما تكون متعارضة، فإذا لم يعرفالإنسان وجه التأويل فيها وقع في قلبه أنهذا الكتاب ليس بحق، أما إذا عرف وجهالتأويل طبق التنزيل على التأويل فيصيرذلك نورا على نور يهدي اللَّه لنوره منيشاء.

[سورة يونس (10): الآيات 40 الى 41]

وَ مِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَمِمَّا أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِي‏ءٌمِمَّا تَعْمَلُونَ (41)

اعلم أنه تعالى لما ذكر في الآية المتقدمةقوله: فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُالظَّالِمِينَ و كان المراد منه تسليطالعذاب عليهم في الدنيا، أتبعه بقوله: وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَ مِنْهُمْمَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ منبها على أنالصلاح عنده تعالى كان في هذه الطائفةالتبقية دون الاستئصال، من حيث كانالمعلوم أن منهم من يؤمن به، و الأقرب أنيكون الضمير في قوله: بِهِ راجعا إلىالقرآن، لأنه هو المذكور من قبل، ثم يعلمأنه متى حصل الإيمان بالقرآن، فقد حصل معهالإيمان بالرسول عليه الصلاة و السلامأيضا. و اختلفوا في قوله: وَ مِنْهُمْ مَنْيُؤْمِنُ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ لايُؤْمِنُ بِهِ لأن كلمة يؤمن فعل مستقبل وهو يصلح للحال و الاستقبال، فمنهم من حملهعلى الحال، و قال: المراد أن منهم من يؤمنبالقرآن باطنا، لكنه يتعمد الجحد و إظهارالتكذيب، و منهم من باطنه كظاهره فيالتكذيب، و يدخل فيه أصحاب الشبهات، وأصحاب التقليد، و منهم من قال: المراد هوالمستقبل، يعني أن منهم من يؤمن به فيالمستقبل بأن يتوب عن الفكر و يبدلهبالإيمان و منهم من بصر و يستمر على الكفر.

ثم قال: وَ رَبُّكَ أَعْلَمُبِالْمُفْسِدِينَ أي هو العالم بأحوالهمفي أنه هل يبقى مصرا على الكفر أو يرجع عنه.

ثم قال: وَ إِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِيعَمَلِي وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ قيل فقل ليعملي الطاعة و الإيمان، و لكم عملكمالشرك، و قيل: لي جزاء عملي و لكم جزاءعملكم.

ثم قال: أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّاأَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِي‏ءٌ مِمَّاتَعْمَلُونَ قيل معنى الآية الزجر والردع، و قيل بل معناه‏

/ 173