مفاتیح الشرائع جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاتیح الشرائع - جلد 17

محمد محسن بن الشاه مرتضی ابن الشاه محمود ‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و الأسود بن عبد يغوث، و الحرث بن حنظلة،فقتل اللَّه كل رجل منهم بطريق آخر، كماقال: إِنَّا كَفَيْناكَالْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر: 95] فذكراللَّه تعالى أنهم كلما تلي عليهم آياتقال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غيرهذا أو بدله‏

و فيه بحثان:

البحث الأول:

أن وصفهم بأنهم لا يرجونلقاء اللَّه أريد به كونهم مكذبين بالحشرو النشر،

منكرين للبعث و القيامة، ثم في تقرير حسنهذه الاستعارة وجوه: الأول: قال الأصم: لايَرْجُونَ لِقاءَنَا أي لا يرجون فيلقائنا خيرا على طاعة، فهم من السيئاتأبعد أن يخافوها. الثاني: قال القاضي:الرجاء لا يستعمل إلا في المنافع، لكنه قديدل على المضار من بعض الوجوه، لأن من لايرجو لقاء ما وعد ربه من الثواب، و هوالقصد بالتكليف، لا يخاف أيضا ما يوعده بهمن العقاب، فصار ذلك كناية عن جحدهم للبعثو النشور.

و اعلم أن كلام القاضي قريب من كلامالأصم، إلا أن البيان التام أن يقال: كل منكان مؤمنا بالبعث و النشور فإنه لا بد و أنيكون راجيا ثواب اللَّه و خائفا من عقابه،و عدم اللازم يدل على عدم الملزوم، فلزم مننفي الرجاء نفي الإيمان بالبعث فهذا هوالوجه في حسن هذه الاستعارة.

البحث الثاني:

أنهم طلبوا من رسول اللَّهصلّى الله عليه وسلّم أحد أمرين على البدل:

فالأول: أن يأتيهم بقرآن غير هذا القرآن. والثاني: أن يبدل هذا القرآن و فيه إشكال،لأنه إذا بدل هذا القرآن بغيره، فقد أتىبقرآن غير هذا القرآن، و إذا كان كذلك كانكل واحد منهما شيئا واحدا. و أيضا مما يدلعلى أن كل واحد منهما هو عين الآخر أنهعليه الصلاة و السلام اقتصر في الجواب علىنفي أحدهما، و هو قوله: ما يَكُونُ لِيأَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِيو إذا ثبت أن كل واحد من هذين الأمرين هونفس الآخر، كان إلقاء اللفظ على الترديد والتخيير فيه باطلا.

و الجواب: أن أحد الأمرين غير الآخر،فالإتيان بكتاب آخر، لا على ترتيب هذاالقرآن و لا على نظمه، يكون إتيانا بقرآنآخر، و أما إذا أتى بهذا القرآن إلا أنهوضع مكان ذم بعض الأشياء مدحها، و مكان آيةرحمة آية عذاب، كان هذا تبديلا، أو نقول:الإتيان بقرآن غير هذا هو أن يأتيهم بكتابآخر سوى هذا الكتاب مع كون هذا الكتابباقيا بحاله، و التبديل هو أن يغير هذاالكتاب. و أما قوله: إنه اكتفى في الجوابعلى نفي أحد القسمين.

قلنا: الجواب المذكور عن أحد القسمين هوعين الجواب عن القسم الثاني و إذا كان كذلكوقع الاكتفاء بذكر أحدهما عن ذكر الثاني. وإنما قلنا: الجواب عن أحد القسمين عينالجواب عن الثاني لوجهين: الأول:

أنه عليه الصلاة و السلام لما بين أنه لايجوز أن يبدله من تلقاء نفسه، لأنه وارد مناللَّه تعالى و لا يقدر على مثله، كما لايقدر سائر العرب على مثله، فكان ذلكمتقررا في نفوسهم بسبب ما تقدم من تحديدلهم بمثل هذا القرآن، فقد دلهم بذلك علىأنه لا يتمكن من قرآن غير هذا. و الثاني: أنالتبديل أقرب إلى الإمكان من المجي‏ءبقرآن غير هذا القرآن، فجوابه عن الأسهليكون جوابا عن الأصعب، و من الناس من قال:لا فرق بين الإتيان بقرآن غير هذا القرآن وبين تبديل هذا القرآن، و جعل قوله: مايَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ جوابا عنالأمرين، إلا أنه ضعيف على ما بيناه.

/ 173