منكم من يقاتل على تاويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله)، فقال ابوبكر الصديق: انا هو يا رسول الله؟ فقال: لا، فقال عمر بن الخطاب: انا هو يا رسول الله؟ قال: (لا، و لكنه ذاكم خاصف النعل)- و يد على (ع) على نعل النبى (ص) يصلحها.
قال ابوسعيد: فاتيت عليا (ع) فبشرته بذلك فلم يحفل به، كانه شى ء قد كان علمه من قبل.
و روى ابن ديزيل فى هذا الكتاب ايضا، عن يحيى بن سليمان، عن ابن فضيل، عن ابراهيم الهجرى، عن ابى صادق، قال: قدم علينا ابوايوب الانصارى العراق، فاهدت له الازد جزرا، فبعثوها معى، فدخلت اليه فسلمت عليه، و قلت له: يا اباايوب، قد كرمك الله عز و جل بصحبه نبيه (ص)، و نزوله عليك، فما لى اراك تستقبل الناس بسيفك، تقاتلهم هولاء مره و هولاء مره! قال: ان رسول الله (ص) عهد الينا ان نقاتل مع على الناكثين، فقد قاتلناهم، و عهد الينا ان نقاتل معه القاسطين، فهذا وجهنا اليهم- يعنى معاويه و اصحابه- و عهد الينا ان نقاتل معه المارقين، و لم ارهم بعد.
و روى ابن ديزيل ايضا فى هذا الكتاب، عن يحيى، عن يعلى بن عبيد الحنفى، عن اسمعيل السدى، عن زيد بن ارقم، قال: كنا مع رسول الله (ص) و هو فى الحجره يوحى اليه و نحن ننتظره حتى اشتد الحر، فجاء على بن ابى طالب و معه فاطمه و حسن و حسين (ع)، فقعدوا فى ظل حائط ينتظرونه، فلما خرج رسول الله (ص)، رآهم فاتاهم و وقفنا نحن مكاننا، ثم جاء الينا و هو يظلهم بثوبه، ممسكا بطرف الثوب، و على ممسك بطرفه الاخر، و هو يقول: (اللهم انى احبهم، فاحبهم، اللهم انى سلم لمن سالمهم، و حرب لمن حاربهم) قال: فقال ذلك ثلاث مرات.
قال ابراهيم فى الكتاب المذكور: و حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا الحسن بن الحكم النخعى، عن رباح بن الحارث النخعى، قال: كنت جالسا عند على (ع)، اذ قدم عليه قوم متلثمون، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، فقال لهم: او لستم قوما عربا! قالوا: بلى، و لكنا سمعنا رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم: (من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله)، قال: فلقد رايت عليا (ع) ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: اشهدوا.
ثم ان القوم مضوا الى رحالهم فتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا: نحن رهط من الانصار، و ذاك- يعنون رجلا منهم- ابوايوب، صاحب منزل رسول الله (ص)، قال: فاتيته فصافحته.
قال نصر: و حدثنى عمر بن سعد، عن نمير بن وعله، عن ابى الوداك، ان عليا (ع) بعث من المدائن م عقل بن قيس الرياحى، فى ثلاث آلاف، و قال له: خذ على الموصل، ثم نصيبين، ثم القنى بالرقه، فانى موافيها.
و سكن الناس و امنهم، و لاتقاتل الا من قاتلك، و سر البردين، و غور بالناس.
اقم الليل، و رفه فى السير، و لاتسر اول الليل، فان الله جعله سكنا، ارح فيه بدنك و جندك و ظهرك، فاذا كان السحر، او حين يتبلج الفجر، فسر.
فسار حتى اتى الحديثه- و هى اذ ذاك منزل الناس، و انما بنى مدينه الموصل بعد ذلك محمد بن مروان- فاذا بكبشين ينتطحان، و مع معقل بن قيس رجل من خثعم يقال له شداد بن ابى ربيعه- قتل بعد ذلك مع الحروريه- فاخذ يقول: ايه، ايه! فقال معقل: ما تقول؟ فجاء رجلان نحو الكبشين، فاخذ كل واحد منهما كبشا و انصرفا، فقال الخثعمى لمعقل: لاتغلبون و لاتغلبون، فقال معقل: من اين علمت؟ قال: اما ابصرت الكبشين، احدهما مشرق و الاخر مغرب، التقيا فاقتتلا و انتطحا، فلم يزل كل واحد من مصاحبه منتصفا، حتى اتى كل واحد منهما صاحبه فانطلق به! فقال معقل: او يكون خيرا مما تقول يا اخا خثعم! ثم مضى حتى وافى عليا (ع) بالرقه.
قال نصر: و قالت طائفه من اصحاب على (ع) له: يا اميرالمومنين، اكتب الى معاويه و من قبله من قومك، فان الحجه لاتزداد عليهم بذلك الا