شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عظما.

فكتب اليهم (ع): (بسم الله الرحمن الرحيم)، من عبدالله على اميرالمومنين الى معاويه و من قبله من قريش: سلام عليكم، فانى احمد اليكم الله الذى لا اله الا هو، اما بعد: فان لله عبادا آمنوا بالتنزيل، و عرفوا التاويل، و فقهوا فى الدين، و بين الله فضلهم فى القرآن الحكيم، و انتم فى ذلك الزمان اعداء للرسول، تكذبون بالكتاب، مجمعون على حرب المسلمين، من ثقفتم منهم حبستموه او عذبتموه او قتلتموه، حتى اراد الله تعالى اعزاز دينه، و اظهار امره، فدخلت العرب فى الدين افواجا، و اسلمت له هذه الامه طوعا و كرها، فكنتم فيمن دخل فى هذا الدين، اما رغبه و اما رهبه، على حين فاز اهل السبق بسبقهم، و فاز المهاجرون الاولون بفضلهم.

و لاينبغى لمن ليست له مثل سوابقهم فى الدين، و لافضائلهم فى الاسلام، ان ينازعهم الامر الذى هم اهله و اولى به، فيجور و يظلم، و لاينبغى لمن كان له عقل ان يجهل قدره، و يعدو طوره، و يشقى نفسه بالتماس ما ليس باهله، فان اولى الناس بامر هذه الامه قديما و حديثا اقربها من الرسول، و اعلمها بالكتاب، و افقهها فى الدين، اولها اسلاما، و افضلها جهادا، و اشدها بما تحمله الائمه من امر الامه اضطلاعا، فاتقوا الله الذى اليه ترجعون

، و لاتلبسوا الحق بالباطل و تكتموا الحق و انتم تعلمون.

و اعلموا ان خيار عباد الله الذين يعملون، بما يعلمون، و ان شرارهم الجهال الذين ينازعون بالجهل اهل العلم، فان للعالم بعلمه فضلا، و ان الجاهل لايزداد بمنازعته العالم الا جهلا.

الا و انى ادعوكم الى كتاب الله و سنه نبيه، و حقن دماء هذه الامه، فان قبلتم اصبتم رشدكم، و اهتديتم لحظكم، و ان ابيتم الا الفرقه و شق عصا هذه الامه، لم تزدادوا من الله الا بعدا، و لايزداد الرب عليكم الا سخطا والسلام.

فكتب اليه معاويه جواب هذا الكتاب، سطرا واحدا، و هو: اما بعد فانه ليس بينى و بين قيس عتاب غير طعن الكلى و ضرب الرقاب فقال على (ع) لما اتاه هذا الجواب: (انك لاتهدى من احببت و لكن الله يهدى من يشاء و هو اعلم بالمهتدين).

قال نصر: و قال على (ع) لاهل الرقه: جسروا لى جسرا اعبر عليه من هذا المكان الى الشام، فابوا، و قد كانوا ضموا السفن اليهم، فنهض من عندهم ليعبر على جسر منبج، و خلف عليهم الاشتر، فقال: يا اهل هذا الحصن، انى اقسم بالله ان مضى اميرالمومنين (ع) و لم تجسروا له عند مدينتكم حتى يعبر منها، لاجردن فيكم السيف، فلاقتلن مقاتلكم، و لاخربن ارضكم، و لاخذن اموالكم.

فلقى بعضهم

بعضا، فقالوا: ان الاشتر يفى بما حلف عليه، و انما خلفه على عندنا لياتينا بشر، فبعثوا اليه: انا ناصبون لكم جسرا، فاقبلوا.

فارسل الاشتر الى على (ع) فجاء، و نصبوا له الجسر، فعبر الاثقال و الرجال، و امر الاشتر فوقف فى ثلاثه آلاف فارس، حتى لم يبق من الناس احد الا عبر، ثم عبر آخر الناس رجلا.

قال نصر: و ازدحمت الخيل حين عبرت، فسقطت قلنسوه عبدالله بن ابى الحصين، فنزل فاخذها، و ركب، ثم سقطت قلنسوه عبدالله بن الحجاج، فنزل فاخذها، ثم ركب فقال لصاحبه: فان يك ظن الزاجرى الطير صادقا كما زعموا اقتل وشيكا و تقتل فقال عبدالله بن ابى الحصين: ما شى ء احب الى مما ذكرت، فقتلا معا يوم صفين.

قال نصر: فلما قطع على (ع) الفرات، دعا زياد بن النضر و شريح بن هانى ء فسرحهما امامه نحو معاويه، على حالهما الذى كانا عليه حين خرجا من الكوفه، فى اثنى عشر الفا، و قد كانا حيث سرحهما من الكوفه مقدمه له اخذا على شاطى ء الفرات من قبل البر، مما يلى الكوفه حتى بلغا عانات، فبلغهم اخذ على (ع) طريق الجزيره، و علما ان معاويه قد اقبل فى جنود الشام من دمشق لاستقباله، فقالا: و الله ما هذا براى، ان نسير و بيننا و بين اميرالمومنين هذا البحر، و ما لنا خير ف

ى ان نلقى جموع الشام فى قله من العدد، منقطعين عن المدد.

فذهبوا ليعبروا من عانات، فمنعهم اهلها، و حبسوا عنهم السفن، فاقبلوا راجعين حتى عبروا من هيت، و لحقوا عليا (ع) بقريه دون قرقيسيا، فلما لحقوا عليا (ع) عجب، و قال: مقدمتى تاتى من ورائى! فقام له زياد و شريح، و اخبراه بالراى الذى رايا.

فقال: قد اصبتما رشدكما.

فلما عبروا الفرات قدمهما امامه نحو معاويه، فلما انتهيا الى معاويه، لقيهما ابوالاعور السلمى فى جنود من اهل الشام، و هو على مقدمه معاويه، فدعواه الى الدخول فى طاعه اميرالمومنين (ع) فابى، فبعثوا الى على (ع): انا قد لقينا اباالاعور السلمى بسور الروم فى جند من اهل الشام، فدعوناه و اصحابه الى الدخول فى طاعتك، فابى علينا، فمرنا بامرك.

فارسل على (ع) الى الاشتر، فقال: يا مال، ان زيادا و شريحا ارسلا الى يعلماننى انهما لقيا اباالاعور السلمى فى جند من اهل الشام بسور الروم، و نبانى الرسول انه تركهم متواقفين، فالنجاء النجاء الى اصحابك، فاذا اتيتهم فانت عليهم، و اياك ان تبدا القوم بقتال ان لم يبدءوك، و القهم و اسمع منهم، و لا يجرمنك شنانهم على قتالهم قبل دعائهم و الاعذار اليهم مره بعد مره، و اجعل على ميمنتك زيادا، و عل

ى ميسرتك شريحا، و قف من اصحابك وسطا، و لاتدن منهم دنو من يريد ان ينشب الحرب، و لاتتباعد عنهم تباعد من يهاب الناس، حتى اقدم عليك، فانى حثيث السير اليك ان شاءالله.

قال: و كتب على (ع) اليهما- و كان الرسول الحارث بن جمهان الجعفى- اما بعد، فانى قد امرت عليكما مالكا، فاسمعا له و اطيعا امره، و هو ممن لا يخاف رهقه و لاسقاطه، و لا بطوه عما الاسراع اليه احزم، و لااسراعه الى ما البطء عنه امثل، و قد امرته بمثل الذى امرتكما، الا يبدا القوم بقتال حتى يلقاهم و يدعوهم، و يعذر اليهم ان شاءالله.

قال: فخرج الاشتر حتى قدم على القوم، فاتبع ما امره به على (ع)، و كف عن القتال، فلم يزالوا متواقفين، حتى اذا كان عند المساء، حمل عليهم ابوالاعور فثبتوا له و اضطربوا ساعه.

ثم ان اهل الشام انصرفوا، ثم خرج هاشم بن عتبه فى خيل و رجال حسن عدتها و عددها، فخرج اليهم ابوالاعور السلمى، فاقتتلوا يومهم ذلك، تحمل الخيل على الخيل، و الرجال على الرجال، و صبر بعضهم لبعض، ثم انصرفوا.

و بكر عليهم الاشتر، فقتل من اهل الشام عبدالله بن المنذر التنوخى، قتله ظبيان بن عماره التميمى، و ما هو يومئذ الا فتى حديث السن.

و ان كان الشامى لفارس اهل الشام، و اخذ الاشتر

يقول: و يحكم ارونى اباالاعور! ثم ان اباالاعور دعا الناس، فرجعوا نحوه فوقف على تل من وراء المكان الذى كان فيه اول مره، و جاء الاشتر حتى صف اصحابه فى المكان الذى كان فيه ابوالاعور اول مره، فقال الاشتر لسنان بن مالك النخعى.

انطلق الى ابوالاعور، فادعه الى المبارزه، فقال: الى مبارزتى ام الى مبارزتك؟ فقال: او لو امرتك بمبارزته فعلت؟ قال: نعم، و الذى لا اله الا هو، لو امرتنى ان اعترض صفهم بسيفى لفعلت حتى اضربه بالسيف.

فقال: يابن اخى، اطال الله بقاءك! قد و الله ازددت فيك رغبه، لا ما امرتك بمبارزته، انما امرتك ان تدعوه لمبارزاتى، فانه لا يبارز- ان كان ذلك من شانه- الا ذوى الاسنان و الكفاءه و الشرف، و انت بحمد الله من اهل الكفاءه و الشرف، و لكنك حديث السن، و ليس يبارز الاحداث، فاذهب فادعه الى مبارزتى.

فاتاهم فقال: انا رسول فامنونى، فجاء حتى انتهى الى ابى الاعور.

قال نصر: فحدثنى عمر بن سعد، عن ابى زهير العبسى، عن صالح بن سنان، عن ابيه، قال: فقلت له: ان الاشتر يدعوك الى المبارزه، قال: فسكت عنى طويلا، ثم قال: ان خفه الاشتر و سوء رايه و هوانه، دعاه الى اجلاء عمال عثمان، و افترائه عليه، يقبح محاسنه، و يجهل حقه، و يظهر عداو

ته.

و من خفه الاشتر و سوء رايه انه سار الى عثمان فى داره و قراره، فقتله فيمن قتله، و اصبح متبعا بدمه، لا حاجه لى فى مبارزته.

فقلت: انك قد تكلمت فاسمع حتى اجيبك، فقال: لا حاجه لى فى جوابك و لا الاستماع منك، اذهب عنى، و صاح بى اصحابه فانصرفت عنه، و لو سمع لاسمعته عذر صاحبى و حجته.

فرجعت الى الاشتر، فاخبرته انه قد ابى المبارزه، فقال: لنفسه نظر.

قال: فتواقفنا، فاذا هم قد انصرفوا.

قال: و صبحنا على (ع) غدوه سائرا نحو معاويه، فاذا ابوالاعور قد سبق الى سهوله الارض و سعه المنزل، و شريعه الماء مكان افيح، و كان ابوالاعور على مقدمه معاويه، و اسمه سفيان بن عمرو، و قد جعل على ساقته بسر بن ارطاه العامرى، و على الخيل عبيدالله بن عمر بن الخطاب، و دفع اللواء الى عبدالرحمن بن خالد بن الوليد، و جعل على ميمنته حبيب بن مسلمه الفهرى، و على رجالته من الميمنه يزيد بن زحر الضبى، و على الميسره عبدالله بن عمرو بن العاص، و على الرجاله من الميسره حابس بن سعيد الطائى، و على خيل دمشق الضحاك بن قيس الفهرى، و على رجاله اهل دمشق يزيد بن اسد بن كرز البجلى، و على اهل حمص ذا الكلاع، و على اهل فلسطين مسلمه بن مخلد، و كان وصول على (ع) الى صفين لثم

ان بقين من المحرم من سنه سبع و ثلاثين.

/ 614