شرح نهج البلاغه

ابن ابی الحدید معتزلی

نسخه متنی -صفحه : 614/ 225
نمايش فراداده

الشرح:

وقت و اقت بمعنى، اى جعل الاجال لوقت مقدر.

و الرياش و الريش واحد، و هو اللباس، قال تعالى: (يوارى سوءاتكم و ريشا).

و قرى ء (و رياشا)، و يقال: الرياش: الخصب و الغنى، و منه ارتاش فلان، حسنت حاله، و يكون لفظ (البسكم) مجازا ان فسر بذلك.

و ارفغ لكم المعاش، اى جعله رفيغا، اى واسعا مخصبا، يقال: رفغ- بالضم- عيشه رفاغه، اتسع، فهو رافغ و رفيغ، و ترفغ الرجل، و هو فى رفاغيه من العيش، مخففا، مثل (رفاهيه) و (ثمانيه).

و قوله: (و احاط بكم الاحصاء)، يمكن ان ينصب الاحصاء على انه مصدر فيه اللام، و العامل فيه غير لفظه، كقوله: (يعجبه السخون)، ثم قال: (حبا)، و ليس دخول اللام بمانع من ذلك، تقول: ضربته الضربه، كما تقول: ضربته ضربا.

و يجوز ان ينصب بانه مفعول به، و يكون ذلك على وجهين: احدهما: ان يكون من (حاط) ثلاثيا، تقول: حاط فلان كرمه، اى جعل عليه حائطا، فكانه جعل الاحصاء و العد كالحائط المدار عليهم، لانهم لايبعدون منه و لايخرجون عنه.

و الثانى: ان يكون من حاط الحمار عانته يحوطها، بالواو اى جمعها، فادخل الهمزه، كانه جعل الاحصاء يحوطهم و يجمعهم، تقول: ضربت زيدا و اضربته اى جعلته ذا ضرب، فلذلك كانه جعل (ع) الاحصاء ذا تحويط عليهم بالاعتبار الاول، او جعله ذا جمع لهم بالاعتبار الثانى.

و يمكن فيه وجه آخر، و هو ان يكون الاحصاء مفعولا له و يكون فى الكلام محذوف تقديره: و احاط بكم حفظته و ملائكته للاحصاء و دخول اللام فى المفعول له كثير، كقوله: و الهول من تهول الهبور.

قوله: و (ارصد) يعنى اعد، و فى الحديث: (الا ان ارصده لدين على).

و آثركم، من الايثار، و اصله ان تقدم غيرك على نفسك فى منفعه انت قادر على الاختصاص بها و هو فى هذا الموضع مجاز مستحسن.

و الرفد: جمع رفده، مثل كسره و كسر، و فدره و فدر.

و الرفده و الرفد واحد، و هى العطيه و الصله و رفدت فلانا رفدا بالفتح، و المضارع ارفده بكسر الفاء، و يجوز (ارفدته) بالهمزه.

و الروافغ: الواسعه.

و الحجج البوالغ: الظاهره المبينه، قال سبحانه: (فلله الحجه البالغه).

و وظف لكم مددا، اى قدر، و منه وظيفه الطعام.

و قرار خبره بكسر الخاء، اى دار بلاء و اختبار، تقول: خبرت زيدا اخبره خبره، بالضم فيهما، و خبره بالكسر اذا بلوته و اختبرته، و منه قولهم: صغر الخبر الخبر.

و دار عبره اى دار اعتبار و اتعاظ، و الضمير فى (فيها) و (عليها) ليس واحدا، فانه فى (فيها) يرجع الى الدار، و فى (عليها) يرجع الى النعم و ا لرفد، و يجوز ان يكون الضمير فى (عليها) عائدا الى الدار على حذف المضاف، اى على سكانها.