الضمير فى (له) يرجع الى الله تعالى، و قد كان تقدم ذكر سبحانه فى اول الخطبه، و ان لم يذكره الرضى رحمه الله، و معنى انقياد الدنيا و الاخره له نفوذ حكمه فيهما، و شياع قدرته و عمومها.
و ازمتها: لفظه مستعاره من انقياد الابل بازمتها مع قائدها.
و المقاليد: المفاتيح.
و معنى سجود الاشجار الناضره له تصرفها حسب ارادته، و كونها مسخره له محكوما عليها بنفوذ قدرته فيها، فجعل (ع) ذلك خضوعا منها لمشيئته، و استعار لها ما هو ادل على خضوع الانسان من جمع افعاله، و هو السجود و منه قوله تعالى (الم تر ان الله يسجد له من فى السموات و من فى الارض و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و كثير من النا).
قوله: (و قدحت له من قضبانها)- بالضم- جمع قضيب، و هو الغصن، و المعنى انه بقدرته اخرج من الشجر الاخضر نارا، و النار ضد هذا الجسم المخصوص، و هذا هو قوله تعالى (الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون) بعينه.
و آتت اكلها: اعطت ما يوكل منها، و هو ايضا من الالفاظ القرآنيه.
و اليانعه: الناضجه.
و بكلماته، اى بقدرته و مشيئته، و هذه اللفظه من الالفاظ المنقوله على احد الاقسام الاربعه المذكوره فى كت بنا فى اصول الفقه، و هو استعمال لفظه متعارفه فى اللغه العربيه فى معنى لم يستعملها اهل اللغه فيه، كنقل لفظه (الصلاه) الذى هو فى اصل اللغه للدعاء الى هيئات و اوضاع مخصوصه، و لم تستعمل العرب تلك اللفظه فيها.
و لايصح قول من قال: المراد بذلك قوله (كن)، لانه تعالى لايجوز ان يخاطب المعدوم و قوله تعالى: (انما امرنا لشى ء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون) من باب التوسع و الاستعاره المملوء منهما القرآن، و المراد سرعه المواتاه، و عجله الايجاد، و انه اذا اراد من افعاله امرا كان.