الاوثان: جمع وثن، و هو الصنم، و يجمع ايضا على وثن، مثل اسد و آساد و اسد، و سمى وثنا لانتصابه و بقائه على حال واحده، من قولك: وثن فلان بالمكان، فهو واثن، و هو الثابت الدائم.
قوله: (فتجلى سبحانه لهم)، اى ظهر من غير ان يرى بالبصر، بل بما نبههم عليه فى القرآن من قصص الاولين، و ما حل بهم من النقمه عند مخالفه الرسل.
و المثلات، بضم الثاء: العقوبات.
فان قلت: ظاهر هذا الكلام ان الرسول (ع) بعث الى الناس ليقروا بالصانع و يثبتوه، و هذا خلاف قول المعتزله، لان فائده الرساله عندهم هى الطاف المكلفين بالاحكام الشرعيه المقربه الى الواجبات العقليه، و المبعده من المقبحات العقليه، و لامدخل للرسول فى معرفه البارى ء سبحانه، لان العقل يوجبها، و ان لم يبعث الرسل! قلت: ان كثيرا من شيوخنا اوجبوا بعثه الرسل، اذا كان فى حثهم المكلفين على ما فى العقول فائده، و هو مذهب شيخنا ابى على رحمه الله، فلا يمتنع ان يكون ارسال محمد (ص) الى العرب و غيرهم، لان الله تعالى علم انهم مع تنبيهه اياهم- على ما هو واجب فى عقولهم من المعرفه- اقرب الى حصول المعرفه، فحينئذ يكون بعثه لطفا، و يستقيم كلام اميرالمومنين.
اخبر (ع) انه سياتى على الناس زمان من صفته كذا و كذا، و قد رايناه و رآه من كان قبلنا ايضا، قال شعبه امام المحدثين: تسعه اعشار الحديث كذب.
و قال الدارقطنى: ما الحديث الصحيح فى الحديث الا كالشعره البيضاء فى الثور الاسود.
و اما غلبه الباطل على الحق حتى يخفى الحق عنده، فظاهره.
و ابور: افسد، من بار الشى ء، اى هلك.
و السلعه: المتاع، و نبذ الكتاب: القاه و لايوويهما: لايضمهما اليه، و ينزلهما عنده.
و الزبر: مصدر زبرت ازبر بالضم، اى كتبت، و جاء يزبر بالكسر، و الزبر بالكسر: الكتاب و جمعه زبور، مثل قدر و قدور، و قرا بعضهم: (و آتينا داود زبورا)، اى كتبا.
و الزبور، بفتح الزاى: الكتاب المزبور، فعول بمعنى مفعول، و قال الاصمعى: سمعت اعرابيا يقول: انا اعرف بزبرتى اى خطى و كتابتى.
و مثلوا بالصالحين، بالتخفيف: نكلوا بهم، مثلت بفلان امثل بالضم مثلا بالفتح و سكون الثاء، و الاسم المثله بالضم، و من روى (مثلوا) بالتشديد، اراد جدعوهم بعد قتلهم.
(و على) فى قوله: (و سموا صدقهم على الله فريه)، ليست متعلقه بصدقهم، بل بفريه، اى و سموا صدقهم فريه على الله، فان امتنع ان يتعلق حرف الجر به لتقدمه عليه، و هو مصدر، فليكن متعلقا بفعل مقدر دل عليه هذا المصدر الظاهر.
و روى: (و جعلوا فى الحسنه العقوبه السيئه) و الروايه الاولى بالاضافه اكثر و احسن.
و الموعود هاهنا: الموت.
و القارعه: المصيبه تقرع، اى تلقى بشده و قوه.